ê

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ç

ç

ç

 

 


                                                                                                 بحر اللآلئ

 

على باب الهوى أوقفت حـالي

ومالي في الهوى غير انشغالي

وباب الحب أطـــــرقه مليـــــاً

ولا أجد المجيب ولا المـــــبالي

فأرجع أشتكي للناس وجـــدي

ولا ألقى سوى عنت الســـــؤال

فقــل لي هل إليك أجد سعيــــاً

أم التذكار أقرب في النــــــــوال

فإن لم تكترث فاعـــــــلم بأني

إليك تقطعت سبل الوصــــــــال

وبت على الطريق بغير نفسي

فقد جنحت إليك وما تبـــــــــالي

فإن هي أقبلت فالجود طـــــبع

من الأحرار حتى في النـــــزال

وأخشى أن تعود إلي نفســــي

وبي جسد رمته يد الليالــــــي            

على ماذا ترى ماجت وهاجت

ولولا الريح ما ارتجت حــبالي

ولا اتجهت سفينتكم لقلبــــــي

أنا الميناء يا بـــحر اللئــــــــالي

فإن كان الهوى ياغر صـعب

فأصعب أن تحب ولا تبــــــالي

إلي إلي يا عنقود عمـــــــري

لقد دنت الثمار من الرمــــــــال

وقد ثقلت على غصن رطـيب

ينوء بحملها في أي حــــــــــال

فهيا قفزة في حر قلبـــــــــــي

أحن من السقوط من الجـــــبال


الصلاة

 

باتوا سجوداً والمنايا راكعـــــــة

حتى انتهت تلك الصلاة الرائعــــة

لبسوا الحسين قضية وتقدمـــــوا

أخلى الزمان لهم طريق مواقعــــه

يا صرخة الحوراء في كبد السما

لو تجمعون يفل أمر الجامعــــــــه

ركبوا الغرور وكان أسوأ مركب

يصل الفتى فيها لنار لاسعــــــــــه

فتحاصروا بالآل وانفرط الحجــا

لتطوق الدين الدماء مدافعـــــــــــه

لكنها الثارات وانكشف الغطـــــا

يوم بيوم والاسنة شارعـــــــــــــه

ذبحوا الوليد وفارت الدنيا دمـــاً

وصل التراب الى السماء السابعــه

قمر العشيرة والأكف تمزقــــت

فغدت نخيلاً في الفرات اصابعــــه

يا كوكباً خسف النجوم بضوئـه

لما تزل أضواء مجدك لامعــــــــه

وتقاذف الموج الأصيفر هودجاً

فيه الأهلة جمعتها الدامعـــــــــــــه

يمضون للقصر المنيف فيلتقـي

ابن الخنا ابن الكسا فيصارعـــــــــــــه

وتسير للمجد الأثيل ركابـــــــه

في كل آن والزمان يطاوعــــــــــه

قطع من الظلمات بددها السنــا

بدم الحسين تشتت متسارعـــــــــه

إن الحياة مع اللئام ذميمـــــــــة

والموت خير من حياة خانعــــــــه

يا يوم عاشر في المحرم شوهت

من بعدك الأيام ظلت ضائعـــــــــه

خنقوا الخلافة بالزنامة فالتــوى

ماء أجاج في الزلال فتابعــــــــــــه

بصل وفوم بعد من بادلـــــــــوا

بئس البديل وبئس تلك مبايعـــــــــه

يا ليلة فيها يقول المصطــــــفى

يا قوم هل تلك الودائع وادعـــــــــه

خلفتموني في البنين بحســـــرة

تبقى إلى يوم عظيم ذائعـــــــــــــــه

أيه أبا الأحرار كيف تجاســروا

أخذت سيوفهم النهى ومجامعـــــــه

بدأت بأحمد واستفاض بها العلا

فأتى الحسين يشق نهراً نابعـــــــــه

ظنوا بأن قتلوا الحسين وجــــده

وهم الشموس على الخلائق ساطعه

قم للمسيرة فالحسين أمامـــــــها

ما زال في دفق الدماء الناجــــــــعه


              شمس كوسوفو

 

كسفـــــــت شمس كــوسوفو

وغـــــدا يبكـــي الشــجر

ربطـــــــــاها بيـــن جــــذع

أخــــــذا منــــها الثمــــر

صرخـــــــت الله ربـــــــــي

قضـــــيا منــــها الوطــر

قــــــذف الطــــــفل بكــــــل

                                                  الصخر وانصاع الصخر

شـــــج رأس الصــــــــــرب

لكــن أوســــدا منه الحجر

كســـــــفت شمـــس كـوسوفو

وغـــدا يبكـــي الشجـــــر

ذاك عبــــــــدالله يمشـــــــــي

دون أن يلـــــقى النظــــر

بيــــــته صار حطامــــــــــــاً

فــــــوق من فيه انتحــــر

أمـــــــه بــــل ابنــــــــــــــتاه

طفـــــــله المــــدعو قمـر

كلـــــهم صــــــاروا رفاتـــــاً

لحظــــــة فيها الخـــــطر

كان صربياً على التلـــــــــــة

قـــــــــد بـــــاد البشـــــر

طــــلقة اخرى إلى المـــسجد

مــــــن أعــــلاه خـــــــر

مئذنــــــــــــــــات نـــــادبات

وإلـــــى الله المفـــــــــــر


                           المسبية

                              

غرس الماسورة عند الصــدر

وانهال الصفع بوحشيــــــه

والبــــــيت تفتش حتى القـاع

عن الأوراق المخفيـــــــــه

أيـــــن الشبان وأين الأهـــــل

أجيبي دون العصبيــــــــه

هل هم حــــرقوا ذاك البيـــت

هل سرقوا مال البلديــــــه

هل هم كتبوا عاش الحــــــــر

وماتت أضغان أميــــــــــه

هل هم صرخوا وسط السوق

عن الطلبات الشعبيــــــــه

هل ضربوا أصحاب الخوذات

بعد صلاة الجمعيـــــــــــه

من أيــن أتت تلـــــك الأوراق

في المسجد في قلب القريه

أجــــــيبيـــــــــــنا أين الأولاد

يا بنت الأضغان الحـــــيه

ابنــــــــي والعبرة تخنقــــــها

استشهد من أثر شظيـــــه

واراه أبـــــوه وقال الظلــــــم

لهذا التقطته الدوريـــــــه

والابــــن الآخر دون العشـــر

مسجون من دون قضيــه

هل بــــاق في السجن مكــــان

 لامرأة تدعى المسبيــــه


المعلم

 

لا والذي مسك الأزمة والقلــم

قد علم الإنسان ما ليس علــــــــــم

لم يخلق الله الكرامة منحــــــة

إلا لـــــها كف المعلــــــم تستلـــــم

كف تشير إلى الطريق تقودنـا

نحو الهدى والناس في داجي الظلم

وكمائن الأخلاق أرشدنا لهـــا

ولطائف الإيمان أرسلها حكــــــــم

من كالمعلم في  المجامع كلها

فضل وعلم وارتقاء في الهمـــــــم

يسمو بفضل العلم كل منكــــر

ويضيع عالي الشأن من جهل ألــم

لا والذي أحيا النفوس معلمــا

ما كان في فضل المعلم من حكـــم

أهدى إلينا العقل فانتشرت به

في الجو والبحر العميق وفي القمم

لولا المعلم لم يكن علم ولـــم

يرتاد بحر الجهل مرتفع العلـــــــم

هبوا إليه بهمــــة قــولوا لـــه

سلمت يداك وكنت مزكي النســــم


رحيل

 

رحلت فخلفت فينا الضيــــــاع

وكنت لنا في الخصام الحكــــم

وقد كنت فارس تلك المحاكـــم

رمحك كان سنان القلــــــــــــم

ولم ترتم في حجور الملــــــوك

فأنت الذي في علاك الأشــــــم

فتحت فؤادك مأوى الضعيـــف

فكنت الملاذ بوقت ظلــــــــــــم

ومن فيك حزنا اللآلي العظـــام

من القول فيه بنات الحكـــــــــم

رحلت فخلفت هذا الفـــــــــراغ

ومن ذا يحل محل العلــــــــــــم

إلى آخر العمر كنت الصبــــوح

وكنت العطاء خلا عنـــــــك ذم

أبا حسن وردة الأقحـــــــــــوان

تموت وتبقى لها ما يشـــــــــــم

لك الخلد في عبقات الجنـــــــان

تحف بك الطاهرات النعــــــــم

أيا موت تختار منا الكريــــــــم

كأنك تكره فينا الكـــــــــــــــرم

أيا موت تختار منا الحليـــــــــم

كأنك تكره من قد حلــــــــــــــم

فمــن منك يسلم هذا الوجـــــود

وأنت على الناس تحصي النسم

فنرجع نذكـــر قول الإلــــــــــه

إليها تعودون يوما يتــــــــــــــم

وآخر قولي إليك المسيـــــــــــر

ويا ليتنا في الطريق الأتــــــــم

طريق النبي عليه الصــــــــلاة

ومن قاد للنور داجي الظلــــــم


 الصرخة

 

قدموني فمعي رأس الحســــــــين

إنني أنوي اقتحام اليابســـــــــه

ومعي صحب على الخطب كرام

ليس فيهم من هواه حابســــــــه

فأنا المذبوح ظلماً مرتـــــــــــــين

ثكلي الإبن بوسط المدرســـــــه

أخذوا مني مكان الارتــــــــــزاق

سوف تجني العنف كف غارسه

ليس لي من مطلب غير الحيـــاة

دون ذل القهر أو من مارســــه

وكبار القوم قاموا بالكبـــــــــــار

كلهم في البرد ريح قارســــــــه

أين هذا الدين من دم مــــــــراق

دون حق بالأيادي اليابســـــــــه

يا لهذا الحكم من جور أجــــار

كل تعذيب على النفس قســــــى

إنهم أبناء عشرين صغــــــــار

سوف يعطون العنان الفارســـه

وهم البرق إذا ما الليل ثــــــار

صارخاً وسط القصور الدارسه

مسقطين الظلم من عين النهار

                                                     تحمهم عين الإله الحـــــــارســـه


 

قصة حب

 

رفعت كفاً وقالــــــــــت       هو ربي المستجـــــار

ليس في بيتي رغيـــــف      كل أبنائي صغـــــــار

لم يعد زوجي مســــــاءً       حاملاً خبز النهــــــار

وغداً ثـــــــم توالـــــــى       بعده العشرين صــار

رب كيف الأمر أضحى         ما الذي في الأفق دار

طرقوا الباب عنــــــــيفاً      واعتلوا فوق الجــدار

فجأة تلقى جنــــــوداً          عينهم فيها احمـــرار

في لباس النوم كانـــــت      تغلي الماء المثـار

صرخوا أين كمــــــــال        انطقي فالماء حـــــار

لست أدري منذ شهــــر       غادر البيت وســـار

تركوا البيت هشيمـــــاً        صار أطباق الغبـار

بنتها زينب تبكـــــــــي       داسها يبغي انتصار

وطلال ابن سبــــــــــع       تركوا خديه نــــــار

ذهب خاتم عــــــــرس       اخذت سلب النهــار

ثم في الصندوق نـــــقد      تركوا فيه المجـار

وطلال سوف يغـــــدو       معنا في الانتظـــــــار

فإذا جاء كمــــــــــــال       سوف يرجىء ويـــزار

صرخت ابني صغــير        جذبوا منهــــــا الإزار

لطموا الخد ثــــــلاثــاً       فسرى فيها انكســـــار

ثم عادت في ذهـــول        ليس فيه العقل صـــار

أمسكت سكين طــبخ        طعنت حتى القـــــرار

سقط الشرطي يدمي         مسكوها في انتشـــــار

ضربوا الرأس ملـياً         سقطت بالانتصـــــــار

لمعت عينا طــــلال         وهو في حال انهيــــار

قال أمي ثـــــم دوى         بين صدريه انفجـــــار

فلت العصفــور جواً        حاملاً في القلب ثــــار

هذه قصة حـــــــــب        درجت قرب النهــــار

 


جراد

 

تبدت حروفك مثل السهـــــــــــام

وسارت إلى قمة عاليــــــــــه

وخطت عليها خطوط الحيـــــــاة

على جبهات الدجى الباليــــــه

فجاءت إليك النفوس الصغـــــــار

جراداً على خضرة رابيـــــــه

ومزقت الورد كل الأقــــــــــــاح

مخلفة صفرة خاويــــــــــــــه

جلســـــــت بزنزانة الأشقيـــــــاء

تفكر في الرحلة الآتيـــــــــــه

هل الفكر يضحي طريح السجون

وهل تخنق الريح في الخابيــه

إذا العقل زلزل منه الابـــــــــــاء

تعفر في لحظة عاتـــــــــــــيه

تناثر بذراً يعيد الحيـــــــــــــــــاة

إلى الأرض في خضرة زاهيه

بشائركم تحمل الياسمـــــــــــــين

ووجهتكم صارت الناحيه

 


الصباح ( النديم)

 

قم نديمي عاطني كأس العــــيون

ليس لي إلاك ياحلو الشفــــــــــــه

انت تفني القلب في هذا القيـــــام

من قوام صار قربي وانتفـــــــى

أزعج الشمس فمالت للظــــــلام

في وفاق جعل الصبح اختفـــــى

وانتقي ما شئت من بحر العــلوم

لن تجد من حكمة إلا الوفــــــــا

حدث السمار في أشعارهـــــــــم

عن فتى قال على الدنيا العفـــــــا

أيها الجسر الذي أدنى اثنتيـــــــن

أين هن الآن في وقت الجفــــــــا

فقد الملاح جهد الركبتيــــــــــــن

وارتداه الموج حتى كتفــــــــــــا

وأخو اللذات في بعض الظروف

يتمنى الموت من قبل الشفــــــــا

قم نديمي عاطني كأس العيــــون

أوشكت كبدي أن لا تتلفـــــــــــا


تهاطل ماؤك

 

توجهت حققت في المستحــيل

بذوراً تفجر فيها الأمـــــــــــل

ومد الزمان إليك الطـــــــريق

فسرت ومن سار حتماً وصـل

وصغت عقود الخلود العظـام

فقبلك السيف حر القبــــــــــل

وزينب كانت جسور الســلام

إلى موطن النور في المعتقــل

جناح تطاير من خافقـــــــــيك

ووجهت وجهك نحو الأجـــــــل

فضمت عليه الغيوم اليــــــدين

فسد الوهاد وأحنى الجـــــــــبل

تهاطل ماؤك يسقي العطــــاش

وبرعم في الأرض زهر المقل

إذا مزق الظهر سوط الطـــغاة

وعضت دماء النجيع الأســــل

وفتت عيون الشهيد الســـــدود

هناك الحسين يشيد الــــــــدول

 


مسيرة

 

مشت الركائب والمنايا فوقـــــــها     كسواد عين حيط بالأجفـــــــان

ومضى الحسين ميمماً ومـــــردداً     هل صار هذا الدين في الأكفان

أجلته عن أم القرى وهو الـــــــــذرى     من أهلها كتب من الحدثـــــــان

قصد المدينة والرسول بها انبرى     فتناجيا يا جد ضم مكانـــــــــي

ريحانتي حقت عليك مصائــــــب      لو وزعت فكت عرى الأركـان

عطش الهدى فرويته ورفعتــــــه     بدم الشهادة فانثنى بعنــــــــــان

يا سيدي كم سار ركبك في العـلا    من كربلا بدأ الحديث يعانــــي

هي ناقة يعلو الرسول سنامـــــهـا    ويسوق حيدر والحسين أمــاني

بدأت على جنب الفرات مسيرهـا     ووليها الرحمن في الإنســــــان

ما قد أتاكم أحمد فخذوا ومـــــــــا     ينهي فنهي نص في القــــــرآن

خلفت فيكم ما تمسكتم فلـــــــــــن      تشقوا الكتاب وعترتي حفظاني

هذا الولي مكانه في منبـــــــــري     فترددوا وإذا على الدبـــــــران

يا صاحب النور الجليل وصاحب     السيف الصقيل وآية الإيمــــان

هذا الحسين وتلك أمة أحمــــــــد     هل يا ترى في الدهر يلتقيــــان

 


النكاس

 

وفتحت عينك حين مت وقبلــــه

كانت عيونك ترفض الأصناما

يا صاحب الشعر الشجي وصاحب الصوت

الحيي وصاحب القلب السليم سلامـــا

من للمنابر يا علي إذا ارتقيــت

يصول وللمحافل طيب الأنساما

أخذوك كالنخل المزال شراسـة

فأبيت إلا أن تموت قيامــــــــــا

تبكيك عيني ما سمعت مـــردداً

في أمة الإسلام عشت ظلامــــا

فوق الشهادة قد عليت وحلقــت

للرب منك كرامة تتنامــــــــــى

يا منبراً ما زال في إنشــــــــاده

زدت البلاغة بالممات تمامـــــــا

لم يقتلوك وأنت صوت محمــــد

يبكي الحسين مع البتول إمامـــــا

جاهرت في زمن يعد جريمــــة

همس الجريح على الشهيد سهاما

سجنوك ما فكوك عدت فعدلــوا

سجن الحياة بجنة تترامـــــــــــى

لله روحك يا علي وديعـــــــــــة

ولنا الطريق تفتح الأيامــــــــــــا

خابوا بقتلك ما جنوا غير القذى

في عين من في البيد ظل وهامــا

 


التحية

 

وخطوت في درب الحسين فحررت       من وقع خطك في الجنوب الموقع

 

أهديت نصراً بالشهــــادة نلتــــــــــه    وإذا بركب السلم بعدك يرجـــــــع

 

أمنت عيون المستجير بكفـــــــــــكم     وبكت عيون أهلها قد وقعــــــــــوا

 

أحييت نصر الله سنة من مضــــــوا     في بدر وارتفع اللواء المرجـــــــع

 

 

من هدي روح الله كان مسيـــــــركم    درب تظلله الدماء النجـــــــــــــــع

 

فأتت إليك سليمة من شوهـــــــــــــة     وأتت لغيرك شائهات خنــــــــــــع

 

ومشى إليك النصر مثل سحابــــــــة    ظلت بدم طاهر تتجمـــــــــــــــــع

 

من كانت القدس الشريف محطــــــه    عرجت به للنصر كف ترفـــــــــع

 

أهديك حزب الله كل تحيـــــــــــــــة     تحيا ويحيا في حياك المصــــــرع


رسالة

 

أرسلت من عمق السنين رسالة       يا سيدي تحيي الولاية في الأمم

 

ومن الإمام وتحت سيف جهاده       أعلنت أن النصر من حـــق ودم

 

ومضيت يا روح الإلــه تشدها       وتـمـــدها حتى تـثـبـتـت القــــدم

 

وأقمت في زمن التخاذل ثورة       من فجـر تاريخ الرسالة لم تقــــم

 

جاءت على أثر الجهـاد جديدة       تحيي المعالم قد نفخت بها النســم

 

سلمت من التدمير تـلـك عناية       حفظتك يا عين الإمامة في الظلــم

 

وكأن جـدك والأئـمـة حولــه        يحيـون فيك رســالة كـتب القلـــم

 

فلتهنأ الأرض التي ضمتك قد       ضـمـت بحــار الله في قبر ألـــــم

 


الطائرة

 

هوت الزهور على المياه فلا هي

                                        بقت الزهور ولا المياه كما هيه

في لحظة حسم الزمان وجودها

                                        فغدت كمثل هنيهة متناهيــــــــه

 

عاشوا السنين وكللوا حلل الكرى

                                        فتنبهت وتجردوا من غافيـــــه

 

قالوا من البرج المدير لخطـهـم     

                                        ليست ذرى الأبراج تردع آتيه

قالــوا من الطـيـار أخطـأ فـنـه

                                       فأجـابـهـم لا تـقـلـقـوا جثمانـيـه

ردوا بعيب في المحرك هـزه

                                      فتحـرك التصـنيع تجـهل حالـيـه

إن المنية في الجناح تحركـت

                                     عطشت فمـالـت للميــاه الجـاريه

مال الجناح ومـال كل مسـدد

                                     وتطـاير الرقـم الصـحيح شـتاتيـه

وإذ المدرج في المياه خطوطه

                                    وإذا بهــم أعـجــاز نخــل خــاويه

مـا كــل متجــه إليــك مســـدد

                                   ولا كــل طيـش قـد أمنـت مرامـيـه

قد أوجدت تلـك المصيبة ثغرة

                                   فـي قلــب كـل النــاس تبــدو جـاثيه

لا يبـق حـي غـير رب غـافـر

                                   تعـنـو لــه كـل النـفـوس الصــافيــه

لا ترقصـوا فوق الموات فـإنه

                                   في المــوت أنـفــاس تـظــل منـاجيـه

بين الحيــاة وبين موت محـدق

                                   صــوت إلى الرحمــن ظــل ينـــاديـه

وإذا المنية في الهــواء تعلقـت

                                   رمــت الطيــور مـن العــلا للهــاويه

من قـال إن الواصـلين يرجهم

                                   قــدر ويقلــب أمرهـــم والنــاصيـــه    

من قـال للأطفــال إن مجيئكـم

                                   قـد أوصـلتــــه إلـى النهـــاية ناحيــه

من قـال لـن يبقـى بهـا نـاج ولا

                                    تبقـى بهـــا مــن راكبـــات نـاجيـــه

ذاك الذي أدحى الأراضين التي  

                                    وضعت ورصع في السمــاء لئاليـه

لا حــول إلا بالإلــه ولا قــوى

                                    إلا بـقــــوته ابـتـــــداء وتـاليــــــه

 


ملتقى البدعين

 

لهفي على صرخات الصهيل

                                   إذا كــــانت الأرض للهــــــــاويـه

أشــد إليـــك أنـــا هــو ذا و

                                  هــذي الجـــروح هنـــا هاهيـــــــه

لقد صارت السوق تحوي الذوات

                                  فـــــــــذات بعــشــــر وذات مـيـه

وصار القصيد وصـار النشــيد

                                 يصب على الأرجل القاسيــــــــه

وصارت شياطين هذي الفنـون

                                تســـوق الشبــاب كمـــا الماشيـــه

وصارت طلاسمـهم مرشـدات

                               وغـير الطــــــلاسـم لا آتيــــــــــه

فجــاء النتــاج قبيــح الكـــلام

                              تهـــلهـــل كالخـــرقـة البـاليــــــــه

ولمـا تكشـف زيـف الطـريـق

                              تخـلــــى الزعـيــم عــن الناصيـــه

فجـاءت شراذمهــم تستغــيث

                              ببيـت التــراث لدفـــــــع الـــــــديه

أتـدرون كيـف تمـوت النخيـل

                              إذا حيــط بالشجــــــر العـــاليـــــه

فتمنـع عنـه خطـوط الضيــاء

                              وتنمــو العنـــاكب فــي الداليـــــــه

أساطينكـم أخـوتي مـن ريـاء  

                              بواطنهـــــم فكــــرة خــاويـــــــــه 

وظـاهرهـم ملتقـى المبـدعيـن

                              فهــل يلتـقــي الثــور بالسـاقيـــــــه

ولست لغير الشعور الأميـن

                             أكــرس نفـســـــاً لـــه جـاثيــــــــــه    

يقــول بأن ابتسـام الحـــزيــن

                              لــه فــي الشعــاب ذرى الرابيــه

إذا الكلمـات لهـــا راصـديــن

                           تضيــع الضفـــاف عن الســاريــه

 


الشرنقه

 

يا منى قلبي الذي قد أشرقه

                             بطلــوع الفجــر تحلــو الشقـشقـه

فتغـنـــي بهـــدوء وانسيــاب

                             نسمـــات الصبــح تبـــدو ناطقـــه

هكـذا البلبـل يستهوي النغــم

                             حيـن يـرنـــو لأليـــف يعشـقـــــه    

شمس عينيك أضاءت صبحنا

                             فغدت فيها الأماني مشرقــــــــــه    

ويغوص البحر في أعماقـــه

                                وينادي الدر في كل الثقــــــــــــه

فيصيغ الوجه ألوان ألبـــــها

                                بين ثلج ضم ناراً محــــــــــــرقه

من بلاء الدهر قد صيرتــني

                                بين مسمار عليه المطـــــــــــرقه

فمتى تمسين قربي يا منــــى

                                قبل أن تسرق عمري السارقـــــه

ضاقت الدنيا فلم تبق لـــــــنا

                             في زوايا الحب غير الشرنقـــــه

بدم العشاق قد شادوا الهـوى

                            في دروب الدهر صرحاً شاهقـه

تلتقي الأرواح فيها كلمــــــا

                           ضاقت الدنيا وصارت خانقـــــه

 


شيطان الشعر( عكاظ)

 

وشيطان شعرك لم يرتــــــــض

مجيئك أقصاك في ناحيه

وأنت انتظرت وطال النهــــــــار

فكنت وحيداً مع القافيـــه

ولما أردت ركوب القصــــــــيد

رمتك تجاربك الخاليــــه

على الظهر صرت تصيح النجاة

فإن الكسور بأضلاعيـــه

ومالك أنت السفير الـــــــــــكبير

يشار إليك على الناصيــه

بفعلن فعولن وبحر طــــــــــويل

ومياسة زانت الجاليـــــه

وميعاد حب عراه الذبـــــــــــول

يمر به الكهل والغانيـــــه

فهلا كتبت بنثر جميــــــــــــــــل

يدر الخواطر كالساقيــــه

فللشعر بحر مداه بعــــــــــــــيد

وأمواجه لم تزل عاتيــــه


 مرثية

إلى ملا يوسف عطية

 

ومن لي بيوسف طار الهزبـر            وحط على جنة عاليــــــه

وقد كنت ألقاه في حجـــــــرة             ببستانه فرشها باليـــــــــه

وكان يقدم لي دائمــــــــــــــاً              رطيبات آكلها حاليــــــــه

وكنا وبعض اللفيف هنـــــاك             وكان يقول الجواب ليـــه

وقد كان نهراً خصيب العطاء             يفجر ينبوعه الرابيـــــــه

وتاريخ أهل الكساء لديـــــــه             علوماً تفيض عن الخابيـه

وكم دمعة في الحديث تـــدور             من المحجرين لأحضانيه

شديد الولاء لجد الحســـــــين             ووالده وأمه الساعيـــــــه

وفوق المنابر يلقي الرثــــــاء             كأنك تحياه من ثانيـــــــــه

وذكر الأمير وذكر الشهيــــد              يعيش به عيشة راضــيــه

فلا هو يعنو لمال وجـــــــاه               ولا إمرة تعتدي جافيـــــــه

وينزع من فيه خبز الحيـــاة              ليلقمه طفلة حافـــــــــــــيه

يردد يا حار أن تلقـــــــــني               ضحوكاً ستشرب من مائيه


دروب

 

من جاء يذهب هذا الدرب متصـــل     لا ترجو خير الدنى فالدهر منتقــــــل

تعطيك ما تشتهي حتى تصاب بهــا      والعمر في أجل قد ينقضي الأجـــــل

يأتي إليك فتى في وسط بهرجـــــة       لا أنت تعرفه يدنو ويرتجــــــــــــــل

هل تدري أين ترى أوصلت راحلة      يا صاحبي في العرى هيهات لا تصل

أجهدت ظهراً وما يممت ناحيــــــة      لم تدر أين أنا أو أين نتصـــــــــــــــل

إني الفتى صالح أنجيك من حـــرق      وكل ما في يدي العلم والعمــــــــــــل

لا العلم ينفع إن أعمالنا اختلفــــــت      كلا ولا عمل قد فاد من جهلـــــــــــوا

يصبو الفتى للردى تنمو الحياة بــه      واستوطن الذل نفساً غرها الأمــــــــل

 


باب القدس

 

        من آية لن ترضى والفــــــــجر          أعدوا للنصر خيولــــــه

        عربي يبقى باب القـــــــــــدس           وحرام للرجس دخولـــه

        فتعالوا ننظر للأوغــــــــــــــاد           بعين الطفل المقتولـــــــة

         ومحمد رايتنا للحــــــــــــــــق             وسيوف علي المسلولـــه

        الآن وقبل فوات الوقـــــــــــت            وصلاح ينتظر وصولـــه

        وسيوف اليرموك البيضـــــــاء           تضئ الدرب على طولـه

        قالوا من أين ندك الحــــــــصن            قلنا القرآن ومدلولــــــــه

       حرقوا المحراب أصابوا الطفل           رغم الأوراق المبلولـــــه

       عباد العجل لهم في النار                  أصوات تصرخ مدلولـــــه

        باراك دق طبول الحــــــــــرب          على الإسلام ومرسولـــه

        الله الله على الإســــــــــــــــلام           أن هينت قبلته الأولــــــى

        ماذا ترجون من الكــــــرسي          إذا الزلزال أتى غيلــــه

        ومحمد درتنا تغتــــــــــــــــــال          أمام زنود مفتولــــــــــه

        عيناه تقابلتا والــــــــــــــــــرب          في لحظ صلاة موصولـه

        من أرض المسجد للرحـــــــمن          بعروج قد تم وصولـــــه

        ما أقسى أمتكم صهــــــــــــيون          تاريخ الجثث المقتولـــــه

        هل يبقى بعد مسار الســـــــــلم           أتسير خطاه المعلولــــــه

        ووصية أحمد أن ينفــــــــــــون          كي تبقى للدين أصولــــه

        وأبا حسن يجتاز الســــــــــــــد          ويصول بهم تلك الصوله

        لا خيبر إلا دك البــــــــــــــاب           كفوا الأوهام وقوموا لـه

        قد كانت فينا الذات الـــــــــذات           وتناهت صارت مذلولـه

        والأقصى أقصى يوم الـــــــحر           تكبل في السجن دليلــــه

        الأقصى أقصى يوم الشــــــعب           إنبت عن الحكم سبيلــــه

        الأقصى أقصى يوم الــــــــحق           لبسته القوة في الحيلــــة

        وتمادى مداح السلطــــــــــــان           بدروب فيها تظليلــــــــه

        وتفنن كل جنود القــــــــــــصر           في قهر الشعب وتذليلــه

        وأضاعوا الفكرة في القـــــرآن           والعصر الخسر وتأويلـه

        من يوم تقلدها السلطــــــــــــان          جعلت في القدس تراتيله

        وتطاير منها روح القـــــــــدس          جاء الشيطان يغني لــــه

        فلتحيا أشلاء الأطفـــــــــــــــال          فهي المفتاح لتكـــــــليله


الدرة

 

        ميلاد الجدة يوم الغــــــــــــد              يا بابا ماذا أهديــــــــــها

        ثوب؟ عطر؟ أم أقــــــــراط؟             هيا يا أبتي نشريــــــــها

        يا إبني الشارع قد ســـــــدوه             رام الله تدك أراضـــــيها

        ومكان الجدة ليس قريـــــــب             والشارع مشتعل فيــــها

        هل تنوي تصبر بعد الـــــــغد             نشري الأشياء نغطيــــها

        يا أبتي الذكرى بالتوقـــــــيت             إن فات تفوت مراميـــها

        ما دام الشارع قد ســــــــدوه              فالورد تضيء مآقيـــــها

        فلنهدي الجدة هذا الــــــــورد             من قلب الأرض يهنيهـا

        خرج الاثنان إلى الساحــــات            مشيا ركضا قفزا تيهــــا

        اكتظ الشارع بالأوغــــــــــاد             حمال النار وراميهــــــا

        ثعبان يهودا بالمرصــــــــــاد             وصراخ الطفل لقي تيها

        مسك الوردات وألقى الروح              فمضت بالعز لباريهــــا  

        وتكوم مثل خيوط الشمـــــس             في البحر تسلم أيديهــــا

        والدم تقاطر فوق الــــــــورد             فربت تهتز لساقيهـــــــا

        وصلت للجدة باقــــــــة ورد              ومحمد زنبقة فيــــــــها

  


الأقصى

 

وسط أكباد الصغار الزلزلة               إنها تنمو رياح مقبلــــــــــــــه

إنهم طير الأبابـــــــــــــــيل التي               حاصرت صهيون حتى مقتلـه

جبنت كل الملايين فلــــــــــــــم          ترتدي اللامة يا للمهزلــــــــــه

قادة التحرير هم لا غيرهــــــــم         سطروا بالدم نصر أللـــــــــــه

يحملون الروح في راحاتهــــــم          وصخوراً لم تزل مشتعلــــــــه

إن حامي الدين جيش يلتقــــــــي         في فناء القدس جنداً منزلـــــــه

ليس في أوسلو ولا مدريــــــد لا         صرخات الدم حل المشكلــــــه

هي من بدر تنادي أهلــــــــــــها         جاءت الأقصى غدت متصلـــه

من دماء طاهرات نسجـــــــــت         لجدار القدس أبهى حللــــــــــه

حل فيهم داحي الباب علــــــــي          وصلاح الدين حامي المنزلــــه

قد أطاعوا الله حتى مدهــــــــــم          إذ رموا يرمي جواب المسألــه

هزت الوادي رمت سكانـــــــــه         من يهود الأرض رمي الزلزله

ليس منا أثر الدنيا علـــــــــــــى         هدم دين الله إلا تنقلـــــــــــــــه

كلنا الأقصى وما جدوى الصـلا          بل وجدوى الصوم إن لم نحملـه

هيأوا الأكفان لا خير بكــــــــــم          أن تطيلوا اليوم قول الأسئلـــــه

ليست الحرب بآلات طغــــــــت         بل نفوس للردى مسترسلـــــــه

ضحكت عند اللقا واستبسلــــــت         إن تمت تحيا النفوس الباسلــــه

إن يدكوا البيت شدنا خيـــــــمة         أو يهدوا الجسر صرنا القافلــه

كل صخر في زوايا يعــــــــرب         ينظر الساعة حتى تنزلــــــــــه

من سلاح النفط ننشي مركبــــــاً         يجعل الدنيا ظلاماً قاحلــــــــــه

نقطع الأسواق من أشيائــــــــهم          عندنا الأسماك تطفي الغائلـــــه

هبة في هبة قد ضمـــــــــــــــها          علم التوحيد حتى النائلـــــــــــه

نحن يا درة جيران الوغــــــــى          ننشد الرضوان عند الآجلـــــــه

حيوا شبان الجهاد المرتجــــــى          واقطعوا في القدس كفا قاتلــــه

غضب الله الذي لن ينطفــــــــئ          سوف يصليهم بنار عاجلــــــــه

تصمت الأغصان إن سيف حكى        يجعل الدنيا علاها السافلــــــــه

قتلوا خيرة شبان لـــــــــــــــــنا          هل عقمنا أن نرد النازلــــــــــه

ألف ألف هي ضعفين فلــــــــــم          تغني عنكم حر نار الوابلــــــــه

إن تكونوا مائة ألف بهــــــــــــم          قسمة القرآن تبقى عادلــــــــــه

نار نمرود غدت بــــــــــرداً ألا          تبرد النار بنار قاتلــــــــــــــــه

هذه القدس تنادي حيكـــــــــــــم          هل لكم أذن ترد السائلـــــــــــه


الوليد

 

هواك يشد إليه الوليد                      إذا كان من نطفة طاهـــــــره

وحبك شاد عليه الجليل                    لشيعتك الجنة العامــــــــــره

تجيء الحياة إلى أخمصيك                لتلقى زخارفها النــــــــــادره

فترفضها في إباء الحكيم                   وكل بضاعتها الخاســــــــره

ولدت بأطهر بيت يشاد                    بآية ميلادك الباهــــــــــــــره

ومت ببيت الإله المجيد                    وبينهما أنت أعلى الــــــورى

علي إليه تقاد العقول                       كشمس بأقمارها دائــــــــــره

دحيت بخيبر باب اليهود                   وسيفك شردهم في العـــــــرا

فجاؤوا فلسطين مثل الذباب               وحطوا الجراثيم في الناصره

وها هو باراكهم يستهين                   بمسرى الرسول الى الآخــرة

يدنس محرابه بالجنود                     ويلقي الرصاص من السامره

وطفل تكوم كالأقحوان                     بحضن أبيه كمثل الكـــــــــره

يداري المنية لا يستغيث                   ولا يوجد اليوم من ناصـــــره

يزخ عليه اليهود الرصاص               فيرتج كالريشة الطائــــــــــره

تكلم قال ألا من مغيث                      فرد الجواب بـ(لا) جائـــــره

تموت وأهلك والمسلمين                   وترجع للهيكل النائــــــــــــره

ويأتي الملوك بحب الطحين               وأدوية في حشا الطائـــــــــره

تناشد مجلس أمن الكبار                   لعقد اجتماع لدى القاهــــــــره

وما طائل من وراء اجتماع               وسوس بأسنانكم ناخــــــــــره

يحاوركم ابن ليث ضروس               وأم له لبوة كاســــــــــــــــره

وأنتم مشاغلكم في النفوذ                   للحم شعوبكم الخائــــــــــره

علي إليك أسوق النشيد                     فليس سوى سيفك الفاقــــره

علي مع الحق حتى الورود               لحوض الرضا والمنى الوافره

وما يأخذ السيف تأتي إليه                بسيف لدى الحكمة السائــــرة


 حماس

 

إذا بلغ الفطام لنا صبـــــــــــــــي         يمزقه رصاص الغاصبينــــا

ويمكث غيرنا في الأرض غصباً         ويجلس في الديار السالبونــا

ونشرب إن حصلنا الماء كـــدراً          ويشربه اليهود منعمينـــــــــا

ونرمى بالرصاص بكل يـــــــوم         ونحبس بالحصى أنى رمينــا

تفرقنا فكان الذئب سهمــــــــــــاَ         أصاب شيوخنا حتى الجنينــا

فمهلاً عمرو لا تعتب علينــــــــا         فتحت العتب إنا قد طوينـــــا

سماسرة إذا حزنا سلاحــــــــاً            وماسلت الحروب ولا سلينــــا

نجيد خطابة في كل حــــــــي             ولكن في اللقاء مغمضينـــــــــــــا

تجاسرت النساء إذن عــــــلينا           وصرنا كالدجاج مذبحينــــــــا

ويجمع جمعنا من غيــــر رأي           لنعطي المال صندوقاً حزينــــا

وقد جمع اليهود عليه حشــــداً            بأصناف السلاح مدججينـــــــا

وتحت المسجد الأقصى تمادوا            بأنفاق تضاء لسالكينــــــــــــــا

يدنسنا الطغاة ونحن حــــــــشد           وحتى النمل تقتل قارصينــــــا

ملأنا البر بالناجين مـــــــــــــنا          وفي كل البلاد مفرقينـــــــــــا

إذا جرح الفتى منا صفقــــــــنا           بكف للخنوع لها سكونــــــــــا

فهل بالمال نرجعه كريمـــــــــاً           وهم بالمال قد شادوا السفينــــا

يشرق بعضنا والبعض غـــرب          وصرنا في الخصام محرضينا

وصار بعيضنا يختان بعضـــــاً          يسفه إخوة ويسب دينـــــــــــا

عروبيون لكن قد تخلـــــــــــــوا           شيوعيون قد هجروا العرينـــا

وجاءت راية حملت ضيـــــــاءً          وتحسم بالحماس الأحمسينــــا

وقوميون إن قاموا تمنــــــــــوا           وما نبت المنى حتى طحينــــا

فماذا أعطت الأحزاب قومــــــاً          على الأيام منذ الأربعينــــــــا

وجاءت راية حملت ضيـــــــاءً          صلاة الفجر قد لقت الجبينـــا

وتتلوها الجهاد ترص صـــــــفاً          فكانوا للجميع مهاجمينـــــــــا

وصاروا بالسجون ورهن حبس         أكابرة الجهاد مخلدينـــــــــــا

فهل نفعتك يا عمار أوسلــــــــو          ومدريد ألست بها حزينـــــــــا

من العدد الصحيح تنال خمـســاً          وبالتقسيط كل الجامعونـــــــا

وما يعطى يسد عليه بــــــــــاب          إذا ما الريح آلمت العيونــــــا

يؤججنا الحماس وليس فــــــعل          ونقتل في العراء مجردينـــــا

فيا قدس العروبة أنت أرضـــي          وقبلة أمتي كانت سنينـــــــــا

وموضع للسماء بـــــــه دروب           تناغي الأرض تملؤها سكينــا

أشاد الأنبياء به بيوتــــــــــــــاً           فما فتئت محج الزائرينــــــــا

سليمان الحكيم بنى بنــــــــــاءً           تكالبت اليهود عليه حينــــــــا

وهدوا صرحه أضحى خــواء            بهجر الله قد هجروا عضينـــا

وجاءت بابل تختال فيـــــــــهم           وأضحوا في الشتات ممزقينـا

وذابوا في الشعوب كمثل ملـح            بقيعان الفلاة مهمشينــــــــــــا

إلى بلفور أوصلهم إلينــــــــــا            فكانوا بالوعود المالكينـــــــــا

وضاع الحق من كنعان يحـــــبو         أليست هاجر أمة ضعينـــــــا

وتبكي العين درتنا كثـــــــــــيراً         وقد شق الرصاص له الجبينـا

رجال آثروا أن لا يلينـــــــــــوا          وقد لان الحديد وما ونينـــــــا

على كف الصغار تعود قــــدس          بأنوار تنادي الخاشعينــــــــــا

وترجع قبة الأقصى عروســـــاً          تضيء البيت والحرم الحزينا

بشبان قسوا في الحق شأناً          وشيب في العقيدة مسلمينـــــا

يرون الموت في الإسلام عرساً          تخضبه الشهادة مرتقينــــــــا

ومن قبس الإله يجيء نصـــــــر         وأن الله أقدر قادرينــــــــــــا

عليك اليوم قد سكبت نفـــــــوس         دماء البذل فواضاً هتونــــــــا

ومنه الصوت يخرج فــــي أذان          ألا يا قدس نحوك قد سرينـــا

يقولون الفتى أردته نـــــــــــــار         وقد أردت أخاه وآخرينـــــــا

وشع شعاعه قبساً قــــــــــــــوياً          أضاء القدس أغشى الناظرينا

وفارقت الحياة به سعيـــــــــــداً          وقد خط المسار لأولينــــــــا

محمد درة الشهداء كــــــــــــف          بقلب الوهم أنشأت اليقينــــــا

إلا قطعت يد لمست بـــــــــــودٍ          يد الجزار شئنا أم أبينـــــــــا

سلام والأهلة في تــــــــــواري           سلام والرجال مصفدينـــــــا

سلام والضحايا كل يـــــــــــوم           تفيض قبورهم ألما دفينـــــــا

تراهم في الصباح ورود حـــقل          تحدت بالإباء القاطفينــــــــــا

وعند الظهر في علم تغـــــــطوا          وحولهم الرجال مهللينــــــــا

وتشهق قبة ويذوب وجـــــــــــد          ونرجع للسلام مناشدينــــــــا

ألا فاسري لربك لا تعـــــــودي          فقد رحل الرجال الشامخونـا

أو انتفضي ملائكة وشعبـــــــــاً          بوجه الذل وارتقبي العوينـــا

ألم يسر الرسول وقبل عــــيسى          نبي الله صار لأرفعينـــــــــا

وصبيتك الصغار تشق دربــــــاً         على الأيام يحمل أولينــــــــا

بيوم للوجود يسير حتـــــــــــــماً          به تطفى عيون الحاقدينــــــا

دماء الطفل قد كتبت كـــــــلاماً           فلسطين الفتى رفضت تلينــا


الميثاق

 

عن الميثاق عهد فيه وعــــد              وهل تبني العهود على الوعود

ودستور البلاد عليه نبنــــي               ومن مس الأساس عليه نـودي

إذا الميثاق شق له طريقــــاً               فما ذاك الطريق على جديـــــد

ليرجع ذلك الميثاق عضــواً               بمجلس أمة تحت البنــــــــــود

فإن عم البلاد اليوم خيــــــر              فذاك الخير من أم ولــــــــــود

لها تحت التراب عروق فخر             تسامت في فضاءات الوجــود

وما فصل النفوذ سوى أنـــاء              إذا ما خر ما جدوى الحـــدود

تعنصرت الطوائف فاختبرها             بضر وانتظر رأي العنـــــود

فإن مالت لما للكل خيـــــــــر              وإن مست فلا تثريب عــودي

وإذ ركبت على ملئ هواهــا              فقم بالفأس في تكسير عــــود

ودع للناس إن سئلوا مجيبـــاً             على اسم النقابة في النفـــــوذ

وماء الدين والعادات جـــــار             فدع للماء أفاق الــــــــــورود

إذا القانون شرعه ضديــــــد              تناوشه الضديد عن الــــورود

وإن كان المعين ذا نفـــــــوذ           تفادى الحق ذو الرأي الــعتيد

وأما الناس أن رفعوا فتيـــــاً              فنعم الرأي من فكر ســــــديد

أمير في البلاد غدى مليكــــاً              وقد ملك القلوب بلا جنــــود


اليافطه

 

لن يلئم الجرح حتى يرفع الخــــــــطر

ولن تعيش المنى إن صابها الحـــــــذر

إن الذين على الطغيان عادتـــــــــــــهم

في الليل لن يتركوا في الفجر ما نذروا

فالطبع لا ينجح التطبيع يقلعــــــــــــــه

والناب ينهش ما لم ينزع الأثــــــــــــر

جمع وتجميع وقد لموا فلولـــــــــــــهم

والاسم ليلى وطبع الغادة الخــــــــــطر

والمبعدون وقد جاؤوا وكلــــــــــــــهم

يرجو المعيشة بعد الخسر تنتـــــــــصر

لكنهم فوجئوا في الحي كل فتـــــــــــى

صار الزعيم وكل الناس قد أمـــــــروا

هذا يرجى وذاك المرتجى وكــــــــــذا

في الحي من قادة ألف وقد كثــــــــروا

لا خط وازى خطوط الأمس غير أنـــا

فوق الجميع ورأي راجح ســــــــــــبر

أو من تواروا عن الانظار واختزنــــوا

في ساعة جمعوا أوراقهم ظهــــــــروا

واليافطات غدت يا بدر نحن هنــــــــــا

جمع وتجميع على الأوراق قد كثــروا

من كان يحمل أسماء لها حـــــــــــرق

سرعان ما غيروا الأسماء تشتهر

أو من يحاول يعلو فوق مائــــــــــــدة

من كل لون يراءى والفتى حـــــــــذر

يعطي تواقيعه عضو له مـــــــــــــدد

في كل سجادة كالخيط ينجـــــــــــــبر

والمرجحات ترى الأعوان ترصــدها

أو يزرع الشوك فيمن دربه وعــــــر

أو يزرع الورد في ألأركان حجرتــــه

والورد ينقل ما قد شاده الخـــــــــــبر

ويحي على من بنوا في غير بهرجــة

هذا البناء لمن يأتوا وينتشـــــــــــروا

مثل الرماد إذا ما الريح تنقلــــــــــــه

غطى الحقول لا يبقي ولا يــــــــذر

بحرين يا أمنا الله حارســــــــــــــــك

من كل مخمصة في فكها الخــــــــطر


عبدالله الرضيع

 

ما لعبد الله قد مد النـــــــظـر      نحو قرص الشمس في وقت الظهيره

دون أن تطرف عين وانتظـر    أن يناغي الشمس والشمس كسيـــــره

أنه السهم الذي صاب النحـر      جعل الدنيا على حزن أسيـــــــــــــره

وهلال كان قد صار القمــــر     في لحيظات من العمر قصيــــــــــره

ما لعبد الله قد مد النظــــــــر      دون أن يرمق في الدنيا سريـــــــــره

عانق الرحمن وأرتاح البصر    في غداة العاشر القاتل سيــــــــــــره

مزق الخرقة بالكف الأغـــر      تاركاً للأرض ذكرى مستطيـــــــــره


الليل الطويل

 

ليل أمريكا الطويــــــــل           عاشه ابن الفــــــــرات

وابن يافا والخليـــــــــل           هلى ترى يدري الطغاة

هل تراهم يقــــــــرأون            وسط أكوام الرفـــــــاة

أن ديناً للشـــــــــــــهيد           سوف توفيه العتـــــــاة

تلك أباجي آلآلـــــــــه               هزها هز العصـــــــــــــــاة

دمرت اعتى القــــــلاع            فوق أوهام العصـــــــــــــاة

سوف يلقون الظنـــــون          في بحور الإنفـــــــــــــلات

ثم يجنون الجنـــــــــون          هكذا دأب الجنــــــــــــــــاة

ليت أمريكا تفيــــــــــق           من غرور كالسبــــــــــــات

قبل أن تضحى الغــريق           وسط موج الذكريــــــــــات

هل ترى الأقصى يهون            إن فيه المعجــــــــــــــزات

وجمال ذو الشجـــــون            هل نسى الابن الفتـــــــــات

أن إعصار اليهـــــــود             هو تدمير الحيــــــــــــــــاة

صهيني يا تل أبــــــيب            لحني بالأغنيــــــــــــــــات

من غزى بيت الإلـــــه            مصبحا يفني الغـــــــــــداة

ليل أمريكا الطويــــــل             صورة في التلــــفــــــزات

خط من يرمي السمــاء            ليس تخطيه الرمـــــــــــاة