الأبحار الى المرافئ المجهولة

وبنت بيوتاً في الخدود وشقت

عرفت منازلها الدموع فهلت

صرمت حبال وصالهن ورقت

أيام تعرفنا الأحبة ودعت

إلا جلوداً عن عظام شفت

وغدوت مثل الطيف لا جسماً ترى

وجداً قديماً للفؤاد الميتا

هلا تعود الأمنيات ونشتفى

يقتات فيه الهجر من قلب فتى

أم قادنا درب الظلام لمنزل

وفقدت درب الصبر في زمن عتى

سئمت تصاريف الدهور أعنتى

ذرعاً اذا قست الحياة وشدت

لا خير في أمل يضيق به الفتى

عندي وهل جبل يزول بمنحت

فقدى الأحبة لا السلوان يرتقه

إن الزمان لأنسنا بمفتت

بعد الطريق وقد تفرق صحبتي

ثم انتضت ظهر الصدود ومرت

عزت ونالت في القلوب مكانها

يسعى لها المرء الجهول وتفلت

أيام ودك يا حياة قليلة

للمبحرين الى الخلود أقلت

صارت عذابات الزمان مراكباً

وكساك ذلا ضعف بأس الهمة

منحتك عزا همة لا تنحنى

من همها متجمعاً بتشتت

لن تملك الأيام حتى تنقضى

شكا بمجمل أيها والسورة

فيها الدموع على الخدود أهلت

طرقتك شاردة الظنون وأورثت

وتحول الشك الرهيب منازلاً