وأَوْرَقَ الحديد

 

ê

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ç

ç

ç

 

 

عرش بلقيس

 

انما الدنـــــــــــــــيا ممر

لمــــــــقر فيـــــه تنــشر

قد مضى في الدهر أكثر

وبقــــــى منــــه المــقدر

ما مــــــضى منه توارى

في ســـــــــــجل ليس ينكر

الذي ســــــــــــــوف نراه

فى علوم الغيــــــــــب أسفر

انما الأنســـــــــــــان كون

قد من طين وجــــــــــوهر

قد طوى بحـــــــراً وسهلا

كلما امـــــــــــــــــتد تغور

وبه ضــــــــــــــــــــد ومد

كل ما شــــــــــــــــاء تخير

وله الأوقـــــــــــــــات خلق

فاذا أحســـــــــــــــــــن عبر

واذا إرتـــــــــــــــاب تمادى

وطغى ثــــــــــــــــــــم تحير

كل ما ينشــــــــــــــــــد فعلا

ظالما فيه تقـــــــــــــــــــهقر

ليس في الدنـــــــــــــيا جمال

ثابت فـــــــــي الأرض يعمر

غير إيـــــــــــــــــــمان وفعل

صالح لا يتــــــــــــــــــــــغير

أين ما شيـــــــــــــــــــــد عاد

هل ترى باقـــــــــى على الذر

أين نمــــــــــــــــــرود تلاشى

صرحه شــــــــــــــــــاد فأدبر

أين داود ومـــــــــــــــــــــــــا

حدد فـــــــــــي الأرض وسمر

بل سليـــــــــــــــــمان الذي في

الجن والوحـــــــــــــــــش تأمر

هل بقى عرش لبــــــــــــــلقيس

وقد بــــــــــــــــــــــــادت فأغبر

أيها المغـــــــــــــــــــــرور ماذا

تبتغى في الشـــــــــــــــــر تسعر

ناطحـــــــــــــــــــــــــــات ورجال

وليــــــــــــــــــــــــــــــال بت تسهر

تنشء الأسطـــــــــــــــــــــول حتى

لبنى الأنســـــــــــــــــــــــــــان تقهر

كادت الأيــــــــــــــــــــــــــــام كيدا

من أحب العيــــــــــــــــــــــش أكثر

والذي بـــــــــــــــــــــــــــــــاع مناه

بروءاه صـــــــــــــــــــــــــــار أكبر

حكمة البــــــــــــــــــــــــــــاذل فيها

نفسه تقـــــــــــــــــــــــوى على الشر

 

أمواج الرياح

 

 مالكم قمتم تثيرون الظنونا

كل ما ثار الهواء المستكن

ليس في الأمر قديم قد يكون

انما مشكلة الظن فظنوا

طار من أوصد بابا للرياح

أسرعوا في فتحه لا تتأنوا

كلما زخت حبيبات المطر

علمتني أن للأمواج فن

علمتني ليس من قال أمر

ان للأمر فؤاد يطمئن

هل لهذا البحر ملاك قدر

ان يفك الموج حربا لا تشن

أو لهذا الشعب في كل الصور

نظرة للأرض تبقى لا تحن

مالكم قمتم تثيرون الظنونا

بين من يضحك فيها ويأن

ليتها أمنية قد صدقت

في مغيب الحق يفنى من تمنوا

كلما وسعت دربي للخطى

جاء لي افق وليل لا يجن

لست في أمن من الدرب الذى

قد نشدت اليوم تعني وهو يعنو

يا رفيق الرأى قلت حيلتي

عقدة الخوف لها صوت يرن

كلما قلت تقوى وانفرى

سابقتني فرس الفرقة تدنو

كل أرض بذرت لا بد ما

يتدني فيئها غصن وغصن

فرحة في دمعة في نزهه

في طريق شوكه الاعلام ترنو

 

الله

 

يا من تقدس في العلى

من غير ما جسم حمل

تعنوا الوجوه لنوره

وهو العلى بلا مثل

خلق الخلائق كلها

لا حاجة فيها سأل

وهو المسيطر في النهى

وهو المقدر للأجل

الباقي الفرد الصمد

حي يميت وإن عدل

وهو القديم ولم يكن

لسواه نور في الأزل

لا كيف تغد قربه

فهو المكيف لم يزل

لا أين قد وصلت له

فهو المؤين قد شمل

لا منذ إذ قهر الزمان

فلا زمان له وصل

الأول الحي الذى

ما شاء إن شاء حصل

لا ينقضى منه الرجاء

إذا تعذرت الحيل

يعطي بلا من ولا

عد إذا أعطى جزل

يهدي الطريق لمن عصى

فإذا أصر فقد جهل

وله القضاء محكم

لا يعتريه به الكلل

وإذ قضى أمرا يكن

إلا إذا شاء البدل

منه أنتهى ما ينتهي

واليه يبتدأ العمل

جعلت عطاياه النفوس

تفيض دوماً بالأمل

رحمن هذا الكون ذي

الفضل العظيم وذي الطول

قد ضل من جسده

سبحان من لم ينتقل

أوحده أو عده

وهو الذى لا ينفصل

لا مثله شيء ولا

يرقى له عقل عقل

لا وهم لا تصوير لا

تشبيه عز علا وجل

يعطي العباد ويبتلى

بالمنع يعزل أو يصل

رب الملائكة الكرام

ورب آبائى الأول

لا يظلم الخلق الذين

تعطلت بهم السبل

والمهلكون ذنبوهم

منها أصابهم العطل

وضع الطريق أناره

بهداة أعلام شعل

الأنبياء المرسلون

الأوصياء الى الدول

طوبي لمن عرف الطريق

وسار مفتوح المقل

والهالكون قد أهملوا

والله يمهل من همل

 

الصناديق

 

تعالى فقد أمر الغرام على الجفا

وقد مدت الأحياء نحوك أرصفا

إن كان إقبالي إليك تطرفاً

فيا مرحبا إني أردت تطرفاً

الله أكبر فوق كل مجاهر

بالكفر قد ترك العقيدة وانكفا

هل في التمسك بالعروبة مبدأ

إن كان للأسلام أن يتوقفا

أم بالتوجه نحو حكم جائر

يدعوا الى أخذ الحقوق تعسفا

أم بالصناديق التي قد جمعت

لتنال بالأوراق صفا ما صفا

أم أن تعين صاحبا لا يرعوي   

والود يضعف إن تخلله الجفا

هذي التجارب قد تبدى سؤها

في سحقها للفرد لم تتعففا

ما دامت الأصنام آلهة لها

من ذا يشيد على الهواء الأسقفا

من ذا ينمى في النفوس توافقا

إن كانت الأهواء تهدم في الخفا

أممية الأفكار في إسلامها

والقائلين بغير ذلك في هفا

حرية الأنسان في تقييده

بالله لا في غير ذلك تعرفا

ومنابع المجد العظيم إطاعة

لله لا للغير عنوان الوفا

 

 لمن النداء

 

 وحججت في بر العراق ولم يكن

فيها الأله فتهلكين العائله

وطلبت أمنا في النفوس فشتت

طلباتك السيل العظيم سواحله

فحضنتهم ورعيتهم لكن قست

منهم قلوب جافيات قاحله

أكويت والجار المضرج لمته

قد جاء من لمتيه يطفى الوابله

زرعوا السماء سحابة نفطية

وهي التي غذت حروبا جاهله

تسعون شهراً كان يقتل جاره

فغزيت يوم مجيئه ليقاتله

والآكلين النائمين تدافعوا

في أول الركب المغادر راحله

تركوا البلاد كطفلة ظلت ولم

تلقى بغربتها فتى فتسأله

 

مرثية الى روح عادل العريض

 

ما للمنية لا تنأى بكلكلها

عن مقبل مرتج أو مدبر هرم

كالصقر يهوي على الأسراب منتفضا

لا ينتقي فرخه من مزمن هشم

أو سيل ماء أتى من فوق رابية

يجتث أشجارها في غيهب عرم

لا يأمن الطفل منها إذ تهم به

كالطاعن السن لا يدري متى تقم

أرثيك عادل أم أهديك تهنئة

فالركب حولك نور ساطع العلم

منهم صفائك لا تنوي على أحد

إلا بخير ومنك الجود لم ينم

يا ساقي الماء في وقت الهجير ومن

غذى المعزين أنت اليوم في الأجم

من بين قوم كرام قال بارئهم

مطهرون من الأرجاس والنقم

أنزلت حيهم أنعم به نزلا

فلتهنأ اليوم في النعمى وفي النعم

لما حملت على الأكتاف مرتحلا

حلت ملائكة من بارىء النسم

أحنت عليك تهز الروح في رفق

حتى حوتها علت في شاهق القمم

دار السلام اليها قد غدوت ومن

يغدوا اليها نجى من غابة الندم

اليك عادل من أكبادنا كلم

يا رحمة الله حلى في خطى القلم

والموت منزلة تهدى لمنتزل

ان جائها شائقا للعمر غير ظمى

أو أنه ظلم من فوقها ظلم

للجاحد المترف المأسور بالنقم

هذا السواد علا في أسقف رحبت

بالذكر في عترة أعلت هدى بدم

ما زال ناعيهم يهدى لسامعه

لا خير في خطوة مزورة القدم

تمضى جنوبا ونحو الشرق مقصدها

لا ظهر تبقى ولا إيمانها يدم

ليس التطرف فعل الحق تفعله

إن التطرف جر النار للأمم

ليس التطرف إسلام به رفعت

للحق اعناقها عرب الى عجم

بل التطرف أن تغزى على مهل

حتى ترى دولة الدولار في الصنم

هذا السواد ومنه النار قد ضرمت

في أخضر النور حتى غاب في العدم

قوموا الى ضوئه ما زال في رمق

يرنوا الى شربةٍ من وعيكم لفم

ينزاح أسوده إن ساد قائدكم

إحمر جمركم في حومة الألم

 

خليج الشمس

 

قولي يطول وليلي يا خليج طويل

سكينة للجيل يقذف جيل

والعمر أمسية تداس وتنتهي

عند الوعود توجد وعويل

لملم جناحك يا صباح وقم معي

فالشمس مل لقاءها التأجيل

إن ملت قالوا بالعروبة شامت

أوقمت فروا إذ يقوم الفيل

عجبي يآخون الغريب وينثني

ابن العروق ومنطق مرذول

بحرين إن يأتيك طالب حجة

زمناً مضى واليوم لا تعليل

قتل الهدى بالأمتياز وطالما

عند إفتقاد الماء يخرج نيل

والسلسبيل تناثرت قطراته

عطش على عطش وضاع دليل

بحرين مائك للبحور ضياعه

والظامئات الفاتنات نخيل

مالي بمقتول إذا ما مسني والقاتلون

والقاتلون أذلة وذيول

هانت إذا هان الوليد بأمه

وقوت إذا مس الفتى التنكيل

من عند طائشة الخيال أتى بهم

قهر يمر من الظلام يسيل

لا تنثني تثنى تميل تدك

لا تجزع ونازل فالدماء نزول

الجو يخنق أهله وصبابة

في أهلها والنازلون قليل

يابن العروق تذود إذ مال الهوى

بالآخرين وأنك المأمول

غربت تباريح الزمان وأنني

والوصل فيه تقرب ورحيل

ما ليس يدركني يؤول لصبيتي

فعلاما أنطر والنسور تجول

وفم المنية باب كل عظيمة

منها الى نور اليقين سبيل

أمل وجهد وإنتصار أحبة

وتنافر في الحق بان خليل

ويذل قوم إن خلا سفهائهم

منهم وعقر ديارهم مبذول

ويضيع حق ما له من طالب

والحق يؤخذ خاب منه سئول

أنشر جناحك فالفضاء مطية

والعقل فيك من الأباة سليل

إياك تحتقر الأمور ولا تضع

إلا لنفسك في النفوس رسول

 

الخمسون

 

هذى هي الخمسون أقبل رسلها

مشتاقة تسعى إليك لهوف

مدت اليك بكفها فرددتها

رد الخطيبة والشهود ألوف

شعرات شيبك وأنثناء سيوفها

وردود طرفك عن سناه يطوف

هي هزة تعروا ابن آدم كلما

لمحته خمسون وخان أليف

ومضات عينك حين تبصر غادة

غراء تزهر والخدود هتوف

لا تبتئس تلك التي ذكرت هبا

إن ابن خمسين لديه كفوف

كف لها الأبناء ترفع شأنها

والدانيات من الأمور تعوف

أخرى لها العقل الحكيم سفينة

يحظى بها عند الحلوم خفيف

والتاليات جموع قوم قد صفوا

والصافيات من الرجال صنوف

والباقيات الذكر ينفع خله

حين التفاخر ينفر المخلوف

يا إبن سالم أنت حزت مكارما

حسن الادارة والرماة لفيف

وأصبت كبدا لم تزل محروقة

أن كيف مثلك قد رقا وتنوف

 

الخصيلات

 

قذفت تلك الخصيلات أمامه

وسط كل الجمع

والحراس والأعيان

كان الشعر ملموم الشعل

جذبت ثوب المنادى

صرخت هذا الذى أملك

صيغوه لجاما

يمتطيها فارس

يصرخ في وجه قبيح

أترك الأرض

إلى طفل يشيد المأذنه

هذه الهرسك

أرض مسلمة

 

الأبحار

 

 سائلتني عن هوى مر وضاع

كي يرجى للقطا درب الرجوع

مركب أبحر والمد شراع

من موانيك التي أدمت ضلوعي

ليس لي غير المسافات ذراع

تنزع الأحزان من عينى دموعي

حبنا أضحى روايات تذاع

قد قست في نقلها أيام جوعي

وأنكفا ما بيننا كأس الوداع

جارفا في السيل أوقات النزوع

لا تناديني فقد مات السماع

ومحى الوقت رجائي وولوعي

هادم اللذات قد زار إندفاع

وأنا في البحر قد مرت قلوعي

 

مقطوعات لم تكتمل

 

أتمنى أن أرى في الحي رأياً للجماعة

شتت الحزن فؤادي دونما أي قناعة

كلما قد صغت شعراً جدد الحزن التماعه

تاركا حبري طريداً في دهاليز ضياعه

***

ما عسى يبغي المغني من أغانيه الجميله

غير أن يطرب قوماً فقدوا للبأس حيلة

ويمنيهم بفجر تحت ظل وخميله

فإذا ما طرب القوم طغى صوت الأذاعه

***

بلدي فيه الكتابات لقوم معلنين

قد أتانا من بلاد الشرق شاي الياسمين

وغداً نخفض من أسعارنا للمشترين

وصل المحروس من سفرته يا مؤمنين

وإذا ما هزت الأوراق أشعار السجين

قذفوها ضمنوها بطن أدراج الأضاعه

وغدا تعرض في المسرح للجمهور قصه

ينشر الأعلان في الشارع أو فوق المنصه

وتباع التذكرات الناس في المسرح غصه

واذا صوت المنادي عرضنا في التو أقصى

ليس للمجروح جرحاً ويراه اليوم فرصه

فكره خجلى بأن تفتح للآلام قاعه

***

كلما شئت بأن أقرأ تاريخي الهمام

من وجوه الناس القى بعضهم في الجهل هام

يسألون الفكر في المآتم مولانا الأمام

فينادي واحسينا ثم يبكي وينام

ويضيع الفكر كالناس على درب المجاعه

***

وارى بعض التلاميذ على الشارع تغدو وتموج

أيها المأفون لا تبقى الى الشذاذ والكفار فوج

أطلق الثوار من معقلهم فك السروج

ودع الحريه المعصوبة العينين في الأفق تلوج

ثم كل في طريق وكفى للهيج ساعه

***

وبنات الحي لا يعرفن في الأفكار غير الذكريات

بين أسفار طوال وقطار العمر فات

وعن الأخبار خذها من أحاديث ثقاة

واذا ما بلورت أفكارها درب الحياة

كتبت عن ضيعة المرأة عن ظلم الفتاة

وكأن ابن ( الفريق) اليوم يحضى بالفتات

هل تناست أنها ضمن الجماعه

***

ساعة في الصبح قاموا

نحو أدراج الوظيفة

قلم حبر وشاى وأحاديث سخيفه

قد عرفت اليوم ليلى أنها ليست عفيفه

أمس قد بتنا ببر كانت الدنيا لطيفه

أين مسعود توارى سكتوا في الرد خيفه

قبله أين سليم قصة أضحت مخيفة

زملاء ورفاق وغدوا اليوم اشاعه

***

شكل العمال في سرية شكل نقابه

لتنادي بالحقوق الأوليات تزيح الظلم بابه

ثم أولوا الثقه العمياء من دون الأصابه

لجماعات مضت في الفكر في أوساط غابه

بعضها شد وأرخى بعضها حبل الأنابه

ثم عدوا مخلصوهم عنترا ضمن الصحابه

فقد المركب لا شك اذا طار شراعه

***

صدر الديوان (أوراق على ظل الشجر)

واشتراه الناس فالشاعر علانا نشر

واذا الديوان ألوان لها شكل الصور

تتنامى ثم تخبو بين صبح وسحر

واذا القارئ لا يدري الى أين عبر

نحو سهل أو تلال أو جبال أو بحر

إن بعض الشعر يفني بعضه عند التفاعه

 

العودة

 

قد أقبلت هلت وبان سعودها

بيضاء لا تبقى الخطيئة في اليد

فيها النبوة أودعت أسرارها

وبها الأمامة أينعت للمقتدى

هزت ومدت بالخطوب ففجرت

ماء الحياة بزهر إيمان شذى

مالي أؤخر في الحياة مرؤتي

والأمر بان لمؤمن متجرد

آتيك حبوا فوق ثلج ناعم

أو زاحف فوق الرمال الأصهد

آتيك خلعا للذين تلبسوا

ثوب الظلال ومن ضيائك أرتدى

آتيك لو قطعا ترى فيها الحياة

أجس دربا نازحا نحو الغد

إنى تيقنت الأمور تهلهلت

وبقى لدى الانتظار المسهد

مالي وقوم يقتلون نفوسهم

من أجل أوهام لها أمد ردى

مالي وقوم لا يرون لهم سوى

ناب وظفر همه أن يعتدى

برقت وكان الأمر في أجلاله

إني اليك أسير دون تردد

الغرب يزحف والعروبة كومة

تذر الرماد على العيون لترمد

الكانسون لرزقهم لطموا دما

حظا تعثر لا يبان به هدى

حيفاء قيدك ( والنبا) مفتاحه

من مكه يصل الخطاب لمشهد

لا في القذائف ترتمي أو ترتمى

من غير إيمان لقوم تحشد

كل العلامات التي قرأت بدت

جمعت فكانت لحظة فيها غدى

هذا حمى الأسلام منتهك الذرى

والأمر صار زمامه لمهند

قتلا وحرقا للبلاد وأنهم

لو يعقلون أصابهم غيث ندى

حتى إذا استعرت وشب أوارها

عادت لصاحبها القديم الموقد

تصليه نارا من حطيم عناده

ويعاد أمس كاسر رأس الجدى

أشكو إليك القوم يا بن محمد

قد أوجدوا في الظلم ما لم يوجد

نعمت سويعات بها ذكر الفتى

ما صابه من ضر حتى يهتدي

يوم الظهور إليك أقذف مهجتى

حتى أراه ففيه حق مولدي

إن لم أكن من ضمن من تختارهم

فكفى بأنك يا إمامي سيدي

إن لم أكن كفؤا بإيمانى لها

فكفى بأني جاهدا أن أرشد

إن لم أكن أدركت منك مخايلا

هذا قصيدى أنت فيه مقصدى

أواه يا بغداد لو سلم النوى

من قارض عاد النخيل ليبتدى

لكن سادات الأمور قبرتهم

من بعدهم جاء الغراب لينشد

والحق ضم على الضريح وخرقة

خضراء عادت في إحمرار أسود

عودي لهم وابنى النجاة فإنهم

من رام بغضهم أصيب بأنكد

عادت لنا الذكرى وعاد مصابنا

خطب قريب ضم خطبا أبعد

يا حجة غابت وكان غيابها

للحاضرين خلافة اليوم الصدى

أخفوا حقائقها فحل عذابها

زادوا فزارتهم رياح الرصد

فإلى متى هذا الظلام إلى متى

والمجد في رأس اللواء الأوحد

آل الرسول إلى الوصول سفينهم

لا من نصبتم من رجال جحد

عوداً لأحمد يا أنام فقد مضى

ما قد مضى عوداً جميلاً أحمدى

 

الميلاد

 

العمر وقت من الميلاد يتصل

وينتهي بالفتى إن آذن الأجل

كل ابن آدم عن دنياه منقطع

إلا دعاء من الأبناء يتصل

أو صالح العلم منه الناس قد نفعت

أو جاري المال يغني حاج من سألوا

إلا إمام له الأزمان قد خضعت

يأتي على أبد قد ضمه الأزل

محمد قام بالاركان إذ قعدت

عنها الورى حقبا وأنتابها العطل

وأجج الشر أوطانا بما رحبت

ضاقت على أهلها واستنوق الجمل

وركب الحكم فيمن لاخلاق لهم

وأعطى الفضل فيمن قبح العمل

وضيع الحق في بيداء مهمهة

وكان فيها خيار الناس قد نزلوا

وأذن الناس للشيطان إذ هجرت

مساجد الله تشكوا حالها السبل

يأتي بأمر على الأنوار يحمله

ضوء من البرق إعلان به يصل

ويصرخ الملك المعنى صرخته

هذا الامام الذي دالت له الدول

القائم الأمر المهدي إن له

صوت تردد في الآيات ينتقل

فوق الرياح رجال كالحديد له

من كل حدب أتوا في سرعة نسلوا

بالعد (جيش) من الايمان جنده

أمر قضى حكمه وانصاعت الرسل

يأتي الى أمه والقبر يعرفه

دون الأنام فيعلي الصوت يرتجل

مني عليك سلام الله والدتي

قد حصحص الحق عاد الغيث يختضل

من إبنك المذبوح هذا الدم أحمله

من إبنك المسموم هذي النار تشتعل

من كل حر شهيد في ملمتنا

سيف يجدد للأتين ما سألوا

قالت عليك سلام الله يا ولدي

يا من طوت تحتك الأرضون والجبل

هم أسملوا العين والأضلاع قد كسرت

وبدلوا القول غير القول وانتحلوا

والقوم صالوا كما أجدادهم فعلوا

قد غاب بعضهم والبعض قد مثلوا

مني اليك سيوف لا تدع أحدا

الا المحب لآل البيت لا تصل

فردد القول يا أماه قد صدرت

إرادة الحق لوح خطه الأسل

إن الوحيد الذي ما زال مغتربا

يحيه قوم جنود كلهم رجل

قاموا قياما ولا يبقون قائمة

لأي قوم عن الحق القويم سلوا

في وقت ذكراك يا مهدي إن لنا

كل الرجاء إذا الأقوام قد مهلوا

أن نستظل بظل منك ترفعنا

فيه الى فتية في الحق قد قتلوا

تبقى لنا موطنا فيه الجهاد يد

للكفر سيف وبالأيمان تبتهل

في وقت ذكراك لا نوح نردده

السائرون على إيمانهم وصلوا

إلا دعاء بأن الله ناصرنا

من سار دربك فازوا وانتهى الأمل

 

فيصل صالح

 

مالت إليك ومال نحوك خدها

ترمي الوصول وأنت من وصل خلي

هيفاء لو نهت الغمام لها انتهى

ترنوا بعينيها اليك لتنزل

وتلين عطفا كي تنال تعطفا

وتزيد شوقا بالمحبة مختلي

وتعفر الوجه الذي أنفت به

عن بسمة النظرات في الوجه الجلي

وتفر من وصل الحبيب وأنت في

كل الأمور السابقات المبتلى

ماذا دهاك وقد وصلت لروضة

من أن تحط الرحل أولا فارحل

هذي هي الدنيا وقد حلت على

أقدام قائمنا تقبل تعتلى

وإخضر عود الأرض والتطمت على

قطرات غيث الخير أرزاق الولي

وبرزت ذا الفقار دون سيوفهم

ووصلت حقا كان أسسه على

عادت لنا الأيام إذ عاد الشذى

في ذكر مولد من نقول له أعجلى

والحق مطموس الذؤابة في القذى

والناس تجرى من طريق الضلل

هذا يحرم ذكر مولانا على

وقت الأذان ولا حقوق لمرسل

والأمر شد زمامه بزنيمه

وغدت لقاحا أكلات الحنظل

والأرض ترسل خيرها فيصيغه

دولارهم نارا فتهلك من يلي

فتجمعوا حتى رأوا أظافرهم

في عينهم مغروزة بالأرجل

فتفرقوا حتى لوت أعناقهم

شهوات مروان وخسة زقلل

فتنابذوا حتى بدى أقواهم

في كف أضعف غيرهم كالأنمل

ماذا جنوا غير الحطام وهم قضوا

لفصيل صالح أن يقاد ليقتل

فخرجت كالبرق المشتت غيمة

تعلوا الرياح بشاهق لم يفصل

فيلوج حاميهم ويفقد أمره

وتغوص رايتهم بأسفل أسفل

فيعود ذاك الأمر أخضر كله

في صحبة الأخيار نعم المحفل

من لم يوالي في البرية حيدرا

كانت له النيران موطأ أرجل

هذي الجزائر للهدى قد أقبلت

وأراد الاستكبار أن لا تقبل

لكن علت فوق المياه سفينها

هل يسبق الأقدار تخطيط الطلي

من كان رائده الأله يمده

بالعون في الشدات حتى تنجلي

والمصطفى يدحي الطريق يشده

في كل نازلة الى أن يعتلي

والمرتضى القبس المنير يعده

للقادمات من السنين الأفضل

يا بن الجزائر لا تلين وأنت في

غمراتك المنصور من رب على

إيران بدءاً عز من قال أتى

أمر الأله تصبري لا تعجلي

يا أمة الأسلام حبل واحد

هل ممسك أو فالحضيض الأرذل

ينهار قصر الأكرمين بكفرهم

ويشاد كوخ بالتقى فتأمل

هذي هي البحرين ترفع كفها

يا رب لا تدع التقاة بمعزل

إذ أقبل الطاغوت يجمع حمعه

في ألف لبس بالمهانة يرفل

من ألحدوا وتعصبوا وتعنصروا

لم يسألوا قد خاب من لم يسأل

ويموت فكر الملحدين وإن بقوا

في حيلة للناس ليست تنطلي

والراكعون لمجد أيام مضت

متعنصرون أواخرا بأوائل

قد سيم خسفا من أعزوا شأنه

ورمى أواخرهم بحد المنجل

فالى متى والحق أوضح من سنا

في قرن شمس في الظهيرة يجتلى

سودان يا سودان هل حكم بقى

من غير سفك غير حكم الأول

والشعب ذاق الذل حتى لمه

إسلامه من نقلة لم تنقل

والرابحون شمال إيران نجوا

وتجمعوا نحو المسير الأمثل

مهدينا الأخبار تنقل حزننا

إن النفاق جروحه لم تدمل

هبطت اليك ولم تزل تسعى لها

ورمت عصى الترحال فيك فأجملي

وتذوب وجدا كي تلاقيها ولم

تدري فراغك من تواجدها ملي

هي مركز الأشعاع إن غامت رؤى

الأطياف تنزل كالصواعق من عل

ذدها ولا تدع الشرور بأرضها

تلفى فتحرق طينها في المرجل

في شمعة الأيمان ما من مؤمن

إلا تراه فيستفيق لينقل

في دمعة في ذكر من رفع اللوا

في كربلا بالدم رغم الجحفل

في أمة حزنى على من أسسوا

بالروح باب محبة لم يقفل

يا بن الأمام العسكري فهل لنا

من تحت جنحك من فتى مستبسل

إني أخط محبتى بتلفظي

ألف الصلاة على النبي المرسل.

 

ترانيم

 

أزفت وكان وصولها يتقدم

تدنوا يد منها فيلقفها فم

الأرض قلص بعضها فتناقصت

أما السماء تلاصقت والأنجم

إن اللقاء تقاربت لحظاته

والمؤمنون تثبتوا عمن عموا

يا آل بيت محمد هذا الجزاء

بكم يفىء الظل أو يتجمجم

والدهر يسجد يومه عن ساعة

والشهر يوم والأنام هم هم

والبرق يصرخ لا ملاذ لخارج

عن ملة الأسلام إلا يرجم

هذا ابن احمد والحسام بكفه

نار تلظى ليس يطفئها الدم

أم الرجال المؤمنين فكبروا

وإئتم عيسى خلفه يتكلم

يا صاحب العصر الملىء فضاضة

لا الرسم باقى والولاية درهم

والمسلمون تقطعت أوصالهم

في الغرب أوفي الشرق سيان هم

والكانزون من الديانة ثروة

يستوقفون الدين عند هواهم

الله اكبر أصبحت ترنيمة

فوق المساجد في الهواء ترنم

لم ندرى ما نحن الغزاة بعيننا

نزلوا فظلوا في البلاد وخيموا

والبارعون تفننوا وتوصلوا

أن الديانة للحكومة سلم

وكذاك بعض الفقه يقتل بعضه

إن لم يكن رأس فما جدوى الفم

لا خير فيهم قد أتيت فما الذى

قد غيروه به تغير الأنعم

فتوى الجهاد تقاس في حانوتهم

ومحمد خطب تقال وتلجم

أما علي فهو أكبر خارج

عن أمنهم أضحى عليا مجرم

وأتيت تلقي عن يمينك قبلة

تبنى النصارى أمنها أو تهدم

أما يسارك ظالم جبروته

قد فوقته الى العقيدة أسهم

قتل النفوس ورد في أصحابه

وأفاق يهدم ما بنو وتوهموا

فتكت بأمتك الكريمة عصبة

باعت أباها كي تسود بمن عموا

يا مجلس الشورى أضعت مشورة

إن ظل فرد في البلاد يهيم

من دون مأوى قد تصادق بطنه

والجوع تحسبه الغنى فيحلم

هذى البعوضة مثلت بنك الربا

مازال ينزف في الدماء ويهضم

والانتماء إلى الطوائف قاتل

في بعضها أو رابح يتنعم

أين المفر وحول رزقك فتية

يضطر أمرك أن تذوب ليلقموا

والباحثون عن الوظيفة هزهم

ضيم الطوائف إذ يجور ويهدم

منهم خبير بالشهادة لفه

درب الضياع وأمه تتندم

والجاهلون تقلدوا من فوقه

أعلى المناصب في البلاد ولملموا

والخمر شاع وصار مصدر رزقهم

أما الربا فهو الرفيق الأعظم

والبائعات لحومهن قد أترفوا

والحافظات فروجهن تحطموا

والسارقون إلى المناصب وزعوا

فرص النجاح لمن أعان غناهم

والجامعات تجمعت أقطابها

أن لا يعالج غير ما لا يفهم

هذى الجماعة قد أتى دهر ولا

من خطبة عصماء تلقى فيهم

ويحى على هذى المنابر تشتكي

ممن علاها قد يضئء فيظلم

ماذا بقى في الناطرين أرده

للناصرين سوى قليل يعلم

لكنهم في البيد شقق قربهم

عن قربنا جرح عصى لا يلئم

فالعلم أول إيمان الفتى

فتعلموا وتعلموا وتعلموا

إن الحقيقة ديننا قد هزها

حتى ربت وارتج فيها يرسم

لا شيء غير الله إطلاق له

كل الخلائق للعبادة أوسموا

والنهج في القرآن حدد واضحا

للمصطفى صلوا عليه وسلموا

والأوصياء المرتجون لكربة

لا غيرهم يصل الزمام ويحكم

لوا أنهم ساروا على خطواتهم

لتقلدوا في المجد خير ذراهم

ولقوا الشذية بالندية وارتمت

في الدار أنوار تدور وتنعم

لكنها النفس المليئة بالقذى

ألقت بوابلها لمن لا يفهم

من بعده جاء الشقى وبعده

جاء اللقى وصار مجراها الدم

حتى أتى الكرار يرتق صدعها

لكنها أنفرطت تنوء وتهجم

قتلته فانكفأت تنقض غزلها

بالجهل أنكاثاً تلوج وتندم

والباقيات الصالحات تفرقوا

ذبح وسجن والخلافة تلطم

فأتيت لا باركت أمة أحمد

في عترة الهادى تعيث وتنقم

فرفعت كفا كلها غضب ولم

يبقى غشوما حين ترفع يسلم

تلتف حولك أنجم مرصوصة

منك الضياء لها يعاد فيقدم

الله ما أحلاك في هذا البهاء

وعمامة الهادى عليك تنمنم

واليك ذا الفقار ينتظر الندا

حتى تشير فيستدير ويهجم

ولك الأمور تساق مثل نعامة

ربطت فلا يحتال فيها الأظلم

إذ تعتلى هام السحاب تشده

كالخيل في العرصات منك يحمحم

يزور من حمم القضاء ترده

نحو المقدر والمراد به ارتموا

الله ماأحلى المنية في المنى

ويداك تأمرني وثغرك يبسم

فأصول حتى ألتقى ما ألتقى

وأجول حتى يستفيق النوم

من عهد آدم أنت أنت مسجل

في ظهره الأنوار منك تنجم

بل قد أتيت ولا حياة لكائن

من نور عرش الرب يشهد آدم

وبك الغواية قد أزيل بقاؤها

عن آدم وبك المشيئة تحكم

إني إليك أسير دربا صامتا

أعنوا وفي قلبي تسير الأنجم

وأمد إيمانى لنحو مجيئكم

فيرد طرفي يا فتى قرب هم

 

الى علي

 

لك التناهي وعمق الذروة القصوى

وغاية الدين أنت العروة الوثقى

حيث الكون للأزمان ينقله

جميل الذكر في أخباركم رقا

أبا حسن لك الأشراق يأخذني

من الأحباب ينقلني لكم عمقا

وكم زيف من التاريخ قيد لكم

وكم خوف من الأيام قد عقا

وباغضكم يشارك مدح مادحكم

صفات من محبتكم ربت عنقا

ورثتم من رسول الله منطقه

ومن(عما) رجوع الشمس إذ تبقى

دلالات لكم لا شك صادقة

بأن الله قد ولاكم حقا

وما الاسلام لولا ذا الفقار سوى

أرهايفاً تنال الكذب والصدقا

ونهج بلاغكم صرح لدى أمم

تلاقت في مبايعة لكم تلقى

أبا حسن أخط الخط أي مدى

تساعفني بنات الفكر كي أرقا

فباب العلم لب الحكم روح الكون

سر الدهر أنتم لا يد خرقى

حفظتم يوم هددتم بنار لظى

ذري الاسلام أن تقضى بها حرقا

وعهدا لا يقوم السيف حيط به

جباه الكفر فالتفت بهم بلقا

خلافة يوم ساعده بها سفكت

دماء السبط شقت ديننا شقا

فهل كانت ملوك في توارثها

تعاليما من الأسلام أو رقاً

خلافة يوم ساعدة قضت وطرا

لمن قطعت في بدر لهم عرقا

أبا حسن وقد مست أظافرهم

جنيناً من حشا الزهراء قد دقا

فما حركت باسم الرب ساكنة

ولو حركت كانت غربها شرقا

فيا للخرقة السوداء قد كتبت

مواثيقا بها أن لا ترى الافقا

مضت كالسهم تفني كل بارقة

من الأيمان لا تبقي لها رتقا

وجاء السهم فى التاريخ مندفعاً

أمية في بنى العباس والحلقا

أبا حسن لك الآيات شاهدة

بأن الله قد نجى بكم خلقا

وجاءت ضربة للدين قمت لها

بوقت الضم نلت الضربة الحمقا

فيا رمضان شهر الله أي دم

تقدس قد أراقوه بك الطلقا

ولولا القدر والأيام حكم قضا

لما شاهدت اياما ولا طرقا

قسيم النار والجنات فاز فتى

تصدق راكعاً بالراحة الانقى

هو القرآن أحكاما فكيف بهم

وقد شقت سيوفهم له الفرقا

وضربة عمرو بالثقلين ترجحهم

فأين حلوم من عادوه اذ تشقى

فهل هذا وهذا ترتجف خجلا

إذ المعنى من هذا فتى الزرقا

يقاس بأي منكوب به نسب

وأي مندوب لحرب فر واستبقا

أبا الشهداء اليك الفضل مرجعه

وأني مسلم أرجوا بك الرفقا

 

مراجعة

 

أفاطم دمعا قد أرقت بوادى

هتان محروقا أصاب فؤادى

وما ينجلى منه الأسى الا لكى

يجدد عند المستراح غوادي

فهل راجعوا قول الرسول وأرجعوا

حقا إليك مشتت الأوتاد

وهل ذكروا (بخٍ بخٍ) فتذكروا

للمصطفى قولا اضيع بنادى

ذبح الحسين بأسهم موتورة

شدت قسيا من عصى الألحاد

أفاطم ودعت النبي وما درت

عيناك ما التوديع في الأبعاد

عضوا الخلافة والنيافة وارتموا

في الشرك بين مصفق ومناد

وتلبسوا ثوب الملوك وجندوا

للدين كل مهند وقاد

ويحى على سبط النبي مضرج

ويدار منه الرأس بالأعواد

فتكت بأهلك يا نبي عصابة

رجس تناسل من شقية عاد

هل لابن آدم والأله يرده

في الأمر أن يجرى برأى عناد

سألوا النبي عن الوصى أجابهم

نجم هوى في بيته بوهاد

سألوا النبي عن الوصى وما أكتفوا

حتى تصدق راكعا بوداد

سألوا النبي عن الوصى وهل أتى

هو من أشاع وصولها لعباد

سألوا النبي أجابهم فلأبعثن

رجلا غداً لا ينثني بجهاد

 سألوا النبي فقال في خم لهم

والوا عليا تنعموا برشاد

من بعده سيق الأمام مقيدا

حتى يبايع أو يصاب بعادى

فتدكدكت في المأذنات على العمل

حيوا وعاثت في البلاد أيادى

مات النبي بلا وصي كيف ذا

يوصي لثانيهم أمور عباد

ويقوم ذاك بستة يوصى لهم

وبرأيه ضلوا طريق سداد

فتغيرت سنن الآله وشرعوا

في الخمس والأنفال رأى معادى

قد فرقوا بين الشريف وغيره

نسبا بنقصان وذا بزياد

فرضوا على دين الرسول فرائضا

ما أنزلت بالوحى في الأوراد

ومحوا الوضوء مع الزكاة وأسسوا

للنافرين عطية لجهاد

فتباعدت عن دين أحمد أنفس

مما جنوا في غيبة الأشهاد

حتى أتت من بعد ذاك أمية

زادت على الأفساد بالأفساد

وغدت خلافتهم إلى أبنائهم

كسرى يقوم وكاسر لعماد

أفاطم مهما قد بكيت فاكففى

فالقوم مهما غيروا لنفاد

ويعود أحمد حوله قبس الهدى

والنور يسطع في سناك ينادى

بالسيف ترتجع الحقوق لأهلها

يأتى ولو يوما بقى فتهادى.

 

اللثام

 

أميط اللثام بذكر الحسن

إمام تجنى عليه الزمن

وقد عالج الأمر حتى لقى

بأن المنية لا تمتحن

ومحص أصحابه الأقربين

أشاروا عليه بقلب المجن

ولما تفحص إمكانه

وإمكان من بالشرور استكن

لقاها عصوفاً تبيد الرجال

وتنسف ما قد بنى وأرتكن

فلملم أصحابه موليا

على الجيش من بالنفاق أسن

وأصبح لم يرتئيه وقد

شراه الطغات ببخس الثمن

فلما توجه نحو الأله

بشكوى الهزبر إذا ماسجن

وقال الرجال عظيم الرجال

قليل عديدهم في المحن

وقد آثر الموت أن يستكين

ولكنها حكمة في الفطن

أتته الرسالة نور بنور

نرقب ولا تستثير العطن

فإن العواصف تملى المسار

برغم ارادة رب السفن

أكب الأمام ينحى الحجار

عن الطرق لكن فيها الخشن

فحاول أن يستقيل الطريق

بقلب عن الحق لم يفتتن

ولكنها العاديات الضروس

وحكم الى الجاهليات حن

فماذا بقى غير أن تنتهي

عصابة حق بقت لم تجن

وهل تنتهى والأمور الصعاب

تصوح زرع الهدى والفنن

وهل تنتهى والكلاب العتاة

تمزق في الدين كل السنن

إذا ينتهي الطور والذاريات

وطه وياسين والممتحن

فآثر أن تستكين الأمور

وأنشأ صلح الذي لم يلن

إذا هزت الريح وكر الطيور

يطير وللطير يبقى الوطن

إمام الهدى أيها الممتحن

لحق قسى واستبد الزمن

أشارت عليه رؤوس الأنام

بأن يلتقي بالسنان الأسن

ولكنها غير ما يرتئون

وفكر الأمام لحق وزن

ومنهم تخاذل حتى استقال

ومنهم تغلل فيه الحزن

ولكنها كلمات الأمام

ويبقى له العلم بيت السكن

ولم يكتف السارقون بها

ولا يجهلون الزمام لمن

وجاءت جعيدة كالأفعوان

تمد الطعام بسم كمن

إلى الله روحك يا سيدي

تضىء الهداية ليلاً أجن

 

حديث العاصفات

 

لما أنبريت وكان سيفك باري

يا غرة الأنباء في الأخبار

أبت الشهادة بعد حمزة أن ترى

إلا الدماء بمفرق الكرار

فلقت بغيتها وصاحبها الفدا

وأشار أن لا تكتفي بمسار

أمرت على ريب الزمان أطاعها

أن ترتوي من مائك الفوار

فرفعت رأسك والنجوم نواصع

وبدت بدمك رحلة الثوار

ماذا يقول الدم لما ينبري

للسيف أنت مطيتي ودثاري

ويقله ما بقت المأتم فكرة

نوراء واضحة على الأنوار

إن الحياة مع الطغاة ذميمة

والموت فيها خيرة المختار

ورفعت للملأ العظيم رسالة

لو تسبحون قضى على التيار

يأول السارين كيف الفجر

غاب النور إنا في الدجى ببحار

وضعوك في قلب التراب فصغته

شمساً أضاءت لم تر بنهار

لما لقاك وضم فيك رفاته

فخر التراب وساد فوق النار

يا سيدي إن ابن آدم لم يزل

قابيل سلطانا على الأشرار

كل القوافل نحو رأسك تنتهي

وبك الحياة تعاد في الأفكار

لولاك لأنطمست رسالة أحمد

والله يأبي طمسها ويداري

ولقد أتيت الى الدهور بلحظة

سلب الزمان وكان شكل مدار

لما أطيح الرأس منك تزلزلت

لحظاته من شدة الأعصار

وتشكلت فيك الدهور ولم تكن

من قبل إلا الليل والأسفار

وضعوك في رأس القناة نشيدة

إن المنية جوهر الأقرار

إن كان دين محمد لن يستقم

إلا بقتلى فالسيوف حوارى

ياكربلاء السبط طهرك الثرى

حتى غدوت القرب لاء لساري

ماذا على النصر المؤزر موهنا

أن لا يراه العمى في الأبصار

وحسين لولا دمه محق الهدى

لحكى جهينة عن زمان عارى

ولكان وأد في البنات وسكرة

للناس تعمى القلب بالأصرار

لكن دين محمد قبس له

قتل الحسين وقود الاستمرار

ووقاه من عرصات قلب جاهل

وضع الهدى فوق الشفير الهار

أرجاس مكة قد بنوا أوهامهم

إن الخلافة منحة الدينار

لم يعلموا أن الأمامة قدرت

مثل النبوة قدرة الجبار

يا منزلين من الأرائك إنكم

في قبلة الأسلام إسم جار

في هودج رحلت عرائسه به

شعثا وكن مع الرسول بدار

هذا حديث العاصفات إذا هوت

تهوى لتقصف باقة الأزهار

ليعود ما في الأرض أصفر كله

فقد الشراع إذا تهاوى الصاري

لو لم تدر كانت محجه ماجد

لكنها دارت فبئس قرار

قد أنذروا ما بعد أحمد مرسل

وكلامه شعل برأس منار

حتى يقوم من القبور رميمها

نحو الحساب وسطوة الجبار

لكنهم نزعوا الى أهوائهم

وقضوا من المختار ثأر الضاري

قتل الطغاة المانعون أهلة

من أن تسير برحلة الأقمار

يا سيدي إن ابن آدم لم يزل

قابيل سلطانا على الأشرار

لكن ذكرك ناسخ أسطورة

للنار أن تقوى ببعض شرار

وعلى الحسين ذرى الصلاة عمودها

لولاه لأنقبرت بتحت جدار

فعليك يا أزكى دماء إهرقت

مني سلام الظل للأشجار

 

باب العرش

 

 دعائك يا علي له انتهاء

لباب العرش تنفتح السماء

وجبريل يردده مليا

على ملك فيشجيها الدعاء

وما من مخلص يلقيه خوفا

ولا طمعا يرد له النداء

وحسبك من إمام قال يوما

من الفجار قد برح الخفاء

أسير العبرة الحرى كبير

الفكرة النوراء أضئت وهم تنائوا

عظيم سيدي فعلته فيكم

بنو سفيان للرحمن ساءوا

وقد عم الفساد ونال قوم

سيادة من لهم بكت السماء

ورزوء قد أصابكم أصيبت

به الأجيال وأنتشر البلاء

وثاو في بيوتكم عزيز

وفي بيت لهم عدم الثواء

ألا خبرا يباع فأشتريه

بماء العين إن عدم الشراء

بأن نفوذكم أضحى قريبا

ودولتكم يعاد لها البناء

وترفع قبة فيها ضريح

لمن خلقت لأجلهم السماء

بأن القادمين من الخبايا

خبايا الظلم صابهم استياء

فما وجدوا سوى الأجداث رمزا

يخرب هكذا كان العداء

فيا سجاد آل البيت عفوا

حديث الحزن متصل سواء

وقد قال الفرزدق خير قول

جزاه الله ما رفع الجزاء

وقد كشفت سواد القوم عنكم

طلائع غرة فيها ضياء

كأن المصطفى بعثوه حيا

وعاد لحجة فيها قضاء

هشام الرجس ينتفض اعتدادا

ومن هذا يقول ولا حياء

ومن هذا الفرزدق قد غناني

بشرح للبليغ به ثراء

أيا سجاد ما فعلت قرون

يعاد بصورة فيها جلاء

بنقص في المعيشة ثم سد

لباب الريح وانقطع الرجاء

ونحن والدعاء وما كتبتم

بدم الجوف ينقشع المساء

 

سيدي الباقر

 

إذا ما تلاقت صنوف الرجال

وقد قيد النشر للناشر

وما جت بهم داهمات الأمور

وحطت على خطة العاثر

تصدى لها في الصميم الأمام

وفسرها بالحجى الباهر

ولا عجب فهو نور الأله

تعدد في ضوئه السافر

وذو الثفنات أبوه علي

صلاة على سيدي الباقر

حبست عن النور عند الملوك

وأنت من النور في الوافر

وجاءت سيول العلوم تفيض

وسارت الى منهج زاخر

وتقسوا عليك النفوس الوضاع

وما أنت للقفر بالعامر

فتغرس فيهم جميل الثناء

وتمحوا القساوة في النافر

ولكنه الحكم يا بن الأمام

عقيم بصاحبه الجائر

يمد النفوس اللئام بما

يضيع الكرام بلا ناصر

أفضت وانت مهاد العلوم

من الحق في الباطن الظاهر

وجاء إلينا كتاب الرسول

أحاديث عنكم عن القاهر

فثبت حجته فيكم

وغاب الضلال عن الحائر

بقرآن ربي وفي عترتي

تركت منارا الى السائر

كذلك صلى عليك الأله

وقد صير النجم للصائر

يقول علياً أخي من عصاه

عصى الرب في أمره الآمر

ومد علي مشتهاه هواه

وصفقته صفقة الخاسر

وأنتم من النور كل ضياه

سلام على سيدي الباقر.

 

إلى جعفر الصادق

 

عجبت الى القوم في جعفر

وكيف به فضلوا الأعجما

وإن قيس بالعلم في غيره

كمن قاس بالقطر ماء السما

وكيف يقولون في غيره

ومنه النبوة علم همى

وقد مجدوا النفس ما تشتهى

وقد أمروا فاستحلوا دما

وفيه الأمامة أركانها

وشك بذلك أس العمى

طهور الجدود نقي الفروع

ومنه نمى في العلوم النما

ومنه الشروح ومنه الوضوح

وفقه التفاسير قد سلما

فمن قال في غيره مثله

كطير الفقاق عنى هيثما

وقد قام ينشر دين الرسول

كما جاء لا محدث أورما

فيا رحمة الله حفي به

وإن حددوا فيهما أسهما

وقد جبتوا يوم أن طغتوا

ومن يطغى يرجى بأن يرحما

ولم يحفظوا عترة للرسول

فقام الأله لهم مأتما

أيا جعفر الصدق خضت البحار

تخيرت من دره الأفخما

وقدمت للناس من بينات

هدات بها الجهل قد أفحما

وشرعك شرع الأله الحكيم

إذا سار فيه الفتى أسلما

ومن حاد عنكم الى الهاويات

يزج الى هوة يرتمي

وقد حاور القوم أهل القياس

فساخ على أهله أنسما

وإبليس لما تأبى السجود

وبالنار طين يقيس وما

ومنك العلوم بها النافرات

بها السابحات لها المنتمى

بها الفجر لولاه مات الصباح

بها الضوء لولاه لا أنجما

عليك صلاة تهز الجحود

بها سلم الله من سلما

 

الثناء

 

في آل أحمد يستقيم ثنائى

والدهر فيه تقلب الأشياء

الجامعين العلم في كلماتهم

الرافعين الذكر في الأرجاء

المانحين الخير عند دعائهم

هم وحدهم من أرتجى بدعاء

المانعين من العذاب محبهم

بلوائهم إني عقدت لوائي

لقد اشتريت بحبهم حب الذي

صاغ النجوم ورصها بسماء

 

إنطلاقة

 

 وراءك حيدرة لن نحيد

نسير الى دربنا الأكبر

نغير هذا الظلام الفظيع

الى مستقر الهدى الأنور

فما ضاعت الروح عند المسير

وما أكبر الربح من يشترى

وراءك جمع غفير جديد

وهذا زمانك فلتبحر

تجدد زمان الكروب الشديد

ومد الحديد ومد الأسل

فما عاد في النفس هم جديد

شددنا المعارف فوق الطلل

فمنك أبا حسن في الوريد

دماء تنادي أخي لا تكل

وطالب بحقك لا بالنشيد

فما ضاع حق له من سأل

أبيت وجدد منك الحياة

وقمت بعزم الرسول الأجل

ووجهت وجهك نحو الممات

فمدت إليك أكف الأمل

وسارت على الأرض منك الحشود

تردد من سار حتما يصل

وما مات دم بعين الشهيد

يحدق من فلك لا يمل

 

النجم المغروس

 

رعشات قلبك في الورى تتكلم

ولسان نعيك جاهل لا يفهم

ما زالت الأفكار تحمل غصنها

نبت ترعرع والضحايا سلم

فاذا ترابك أنجم مغروسة

في كل ليل ضوؤها لا يظلم

أقبلت فإنكفأ الزمان تقوده

ورحلت فأنقلب الزمان يجمجم

ولبست ثوب الثائرين فرددت

روح الشهادة للخلود ترنم

ورفعت سيفا للردى فلصقته

بجباه من عاداك وانتبه الدم

إيه على بلد يفتت ذكره

بجروح حزن أو صدور تلطم

ويعود يندب حظه في بكرة

وتعود شمس في الغداة تكمم

ما قد أشاد على دماء حرة

من ثورة في الحق صارت تهدم

 

إلى أمي

 

ما زلت أذكر يا أمي يدا تعبت

في حمل أيامي ما هدها التعب

ما زال صوتك ترنيمات أغنيتى

عند العناء فلا ينتابنى الوصب

أنت العطاء الذي مازال أوله

في رحلة العمر مد ما له أرب

تلوى السنون بك الأيام راحلة

ما خان قلبك ودا دائما يهب

ما زلت أذكر أمثالاً بها مثلت

في خاطري من فؤاد منك يضطرب

لو كان للناس أم مثل والدتي

تدعوا إليهم أجاب الله ما طلبوا

فيها النقاء إذا شدت أناملها

نحو الأله تبني قولها السبب

لم تعرف الحزن إلا إن ألم بها

ذكر الحسين تعاطى دمعها السكب

فألفت وهي حزنى غير قارئة

عن الشهيد كلاما زانه الأدب

قد يبخل الدهر والأيام قاحله

والنبع منها مياه كلها لجب

يا نصرة الخير أنت قد سقيت دمى

حب الوصى فسارت في دمي النجب

 

النزول إلى المخابئ

 

سأظل أصرخ لا أكل وأكتب

لا در درك أن تهان وتهرب

إن كان يثنيك الذين تسببوا

عند الملوك بان ترد وتجنب

ورضيت إن تنصاع في فلك الألى

قبلوا مصيرا بالوشاية يكتب

ونزلت من علياء صرحك صاغرا

وظللت تشرب من مرار يسكب

فلم القصائد تشتكي في طيها

من ظل من ترك الكرامة تذهب

إن كنت ترضى الظلم أن يرضى به

أحد فسم في أنائك تشرب

فلم الملامة لا تهب وترعوى

أم انت ميت بالسكوت معذب

فلترفع الأقدار كل بنانها

لا شيء من بعد الكرامة يطلب

الأجنبي تحكم الدنيا له

في ظل من ترك المواطن يضرب

والأمنيات مطالب مأجوره

أصحابها ذخلوا السجون وغربوا

والسالبون القوت زان صدورهم

وشم من السلطان يرفع من خبوا

 

الزفاف

 

إليك أزف بعام جديد

حديثا تمنيت أن تسمعيه

بأن النفوس تبدى لها

بأن يرتئون الذى ترتئيه

وما عاد فيهم شقى يصيح

بأني الرئيس وغيري السفيه

وصارت أمورك لا ترتمى

بأيدي القساوة في كل تيه

وها أنت تخطين نحو المقر

دفيئا جميلا لمن يشتهيه

وقد عاد أعضائك المتعبون

يلاقون للفضل من يشتريه

وها كلهم قد أضاءوا الطريق

ومدوا الاكف لكف نزيه

ومات إجتماع الخفاء البليد

وقام إجتماع النقاء الوجيه

وصار التدافع للأنتماء

إليك يسر الذى يقتنيه

فلا أنت صرت بوكر الظلام

حبالا تمد لماء كريه

ولا نحن صرنا ضحايا السقام

وقد بات كل بما يعتريه

إليك أزف بعام جديد

حديثا تمنين أن تسمعيه

 

الصلاة

 

إذا المرء أفرد بالصلاة نبيه

وباعد آل البيت عنها فقد بتر

هم الشفع والأوتار والخيمة التي

لمن فاز بالأيمان كانت له مقر

هم النور في الاسراء والنبأ الذى

تخالف فيه من غرورهم البشر

هم الفلك الناجى من العصف والنوى

هم الأمل الناجي إذا إنهارت العبر

هم المن والسلوى لمن جاع أو ظما

هم السور العظمى ونعم بها السور

فلولا هم ما دارت الشمس دورة

ولولاهم ما ضاء نجم ولا قمر

ولولاهم ما أعطت الأرض خيرها

ولولاهم ما كان غيث ولا مطر

وقال رسول الله خلفت فيكم

ما أن تمسكتم ما ضلت البشر

كتاب الأله الحق والآل إنهم

هداة كرام طيبون لمن ذكر

وكمل فيه الدين إذ قام معلنا

تولوا علياً تسلمون من الخطر

فوا عجبي من ينكر الفضل فيهم

فهل كان ذا سمع وهل كان ذا بصر

فإن جحد الأجداد في الكفر أزمنوا

فلم يجحد الأبناء والنور قد ظهر

فهل يستوى من يبذل الروح نائما

ومن هز حصن الكفر حتى له انكسر

ومن قد دمى بالسيف عمراً اذا انبرى

ومن كان بالتصديق قد فاز في السور

بمن جمع الأخشاب يحرق منزلا

به أنزل الرحمن جبريل بالخبر

وأسقط للزهراء فلذة كبدها

وحاد الطريق الحق في قوله هجر

وحرم حل الله في ما قضى به

من الحد في حمل تسدس في الشهر

يميناً لقد ظلت حلومكم التى

تريدون عرضا للحياة على الأخر

وقد أنزل الرحمن أني وليكم

ومنى رسول قد ولي الأمر وانتصر

وهل غيره من قد تصدق راكعاً

وهل غيره من لم يصل إلى الحجر.

 

الأكف الكبار

 

رحيلك تلك الأكف الكبار

الى جنة ذات طول عرض

فيا عين جودي بماء سخين

فما لك بالدمع بعد الغرض

لقد صغت في الارض نهج السماء

سويا زكيا ولم ينقرض

رحيلك يا حجة المتقين

أثار من الرفض ما قد فرض

وما بك سوء يقود اليك

سوى الظن فيك وكان المرض

وما عرفوا الدين فيك الشموخ

فلملمت فيهم خنوعاً ممض

ولست أزيد الجروح الكبار

ولكن فقدك جرح ألض

لك الله يا قبلة العارفين

إمام تحملت لم تنتفض

ولم تنتهي في الخواء العديم

ومنك العلوم التي تفترض

وقد جاهدت في يديك العيون

وفي عينك الساعد المنتفض

وقد صار لي في هواك اليقين

وسار اليك الهدى المعترض

ويممت وجهك شطر الاءله

وسرت جلوداً ومات الحرض

 

رحيل

 

ورحلت يا خوئي بعدك من لنا

يا حجة الرحمن في الأركان

عبس الزمان وكان ثغرك باسما

وقسى وكنت فريدة الأيمان

وتزلزلت في المدعين عقيدة

ثبتت لديك مناهجا ومعاني

ثلمت بفقدك ثلمة أبدية

حوزات هذا الدين في الأزمان

السائرون على مناهج علمكم

بقيت لديهم في العلوم مباني

مامت يا فخر العلوم وفيضها

مما نقشت يخط عمر ثاني

والصالحون لهم الى منهاجكم

وصل ومن روح الأله مثاني

ورجال من نقل الحديث محصتهم

وفرزت لؤلؤهم من المرجان

والى الولاية قد وقفت ولم تقل

الا التريث في إتباع آن

جاهدت ظلم الظالمين أشده

ووقفت للأسلام حصن أمان

والممسكين بحب علمكم نجوا

والتاركين لهم نجاة العاني

فعليك ما زالت تحف كرامة

تمحوا الذنوب من المسىء الجاني

يا رحمة الرحمان في أفنائه

حلى ودلى روحه لجنان

ستطول بعدك في القيادة حيرة

أعطيت منها ما عطى الأبوان

سبحان من حفظ الهدى ببناكم

مازال يحفظه عن النسيان

سيرد هذا الفضل في أصحابه

كالشمس لا تبدو بلا حسبان

أنت العلامة للطريق وقد بدت

عضوا عليه بسنة وسنان