ê

 القِلادة :  مهداة إلى روح المحروم الحاج  ابراهم بن لطف الله العريض

                          ç                    

 الأنين

يا دار قد بعد الفراق بنا وقد

سدت مسالك رجعتي أحجار

وتناثرت أنات من قتل الجوى

فوق الصخور كأنها الاشجار

فالى غد رفعوا الاكف ولا دعا

بل أنهم رفعوا الاكف وثاروا

وتلونت سحب الدخان فتارة

تعمى العيون وتارة تنهار

وتلاهثت عجلاتها وسط الطريق

يرجها غير الضنى الاعصار

وتماثلت لما لقت في هيكل

التعظيم قرب الموت تلك الدار

وتورد الأفيون في تلك العيون

الداميات واوشكوا واحتاروا

جنح الظلام وفي الشروق

مع الاصيل وفي البزوغ ودكت الاقدار

فوق السهول وفي الجبال

على الرمال وفي الفلاة جموعها التيار

سارت وسار رجالها كفن

على صدر الرجال وفي العيون نهار

تبقى اذا فقد الطريق حبيبها

مصباح درب نوره الفوار

ما أن تكل ولا تمل وكل من

فقد الحياة إلى الحياة يعار

فتمردي وتحفزي يا نفس قد

حل الذي تخشين حل العار

وتجمعي وتمزقي فتجمعي

قطعا تمد فتستطيل النار

 

 الصمـت

ولم أدر اني بقلبك نور

يضيء سوى عند بدء الغضب

أدر شعاعا من الذكريات

على الآخرين تثير النصب

وجلجل في الأفق صمت مهيب

يدوي دويا يفت العصب

 بدا فيه وجه واسم بهيج

له في الفؤاد أثير الطرب

مضيت الا ايها الاستكان

لقد جاء عهد الغمام الخلب

مضيت اذن في طريق وحيد

رفيقاك هذا الثرى والتعب

وخلفت لي ظامئات الشفاه

وبعض بقايا حطام اللعب

بحثت سألت عن الالتقاء

فقالوا الطريق بعيد الارب

فلا انت حي يريد البقاء

ولا أنت ميت غطاه الترب

فسر في إناء الوجوم الذليل

ولذ بالافول ولذ بالهرب

ومن أنت ايام كان الغناء

سوى الصمت لبس فيه الخشب

ومن أنت ايام كان الحصاد

سوى آكل لبقايا العلب

فهل أنت أنت وهذا الزمان

يعيد  يديه على من ضرب

حنانيك يا ملكات الرياح

لقد شاطروا الريح من حيث هب

 فلا تلقفي في يديك الربيع

دعيه هبيه لمن قد أحب

ولا تذبحي زاغبات الطيور

ولا تكسري في الهبوب القصب

اذا لم ترى في طريق الهبوب

أيادي الطفولة فيها الجرب

ولما تثير دموع الاباء

سنا رحمة في الفؤاد الجنب

فهبي هبوبك لا تنطرين

فأنت الرياح ونحن الكثب

 

 فـراق

قد حز في نفسي فراق أحبتي

وشكت جوى يوم التفرق أنتي

تشكوا نجوم الليل إذ شهدت على

خفقان قلبي يوم فارق مهجتي

والليل في كمد ليوم وداعنا

فسواده مني يحاكي حسرتي

وضحكت يوم بكائهم لفراقهم

ما كان لو هانت على بليتي

وذكرت أول نظرة من عينها

اذ انني عانقتها بتلفت

فكأنما روحي تفارق أضلعي

ميت  انا منها ولست بميت

فسلي الدجى فالليل صار منادمي

يوم الفراق النوم فارق مقلتي

والفرح في قبر الهموم دفنته

من بعد ما قد غسلته عبرتي

والصبر مثلك قد نأى وغدوت في

صحراء هجران بآخر رحلتي

والفكر لولا ان ذكرتك كله

لقضى كقرن في الصخور مفتت

ما هان ان هانت عليك نواظر

منها بدأت الى هواك محبتي

واذا نسيت فأنني لك ذاكر

فأنسى فأن النسى ليس سجيتي

ولقد جرى في القلب حبك في دمي

فاسلي فلن اسلو فليس بقدرتي

والناس تعرف في الهوى احبابها

وهواك أمر غامض لمصيبتي

ولقد ضممت الحب بين جوانحي

وكفى بأنك في الهوى محبوبتي

الاسكندرية 73

 

رسالة إلى كافور الأخشيدي

 جنودك هاجروا نحو المدينة

                                            وحاصرك الفراغ على السفينة   

أيا كافور هل بقيت بقايا

                                    تباع فتشترى أهلا ودينا   

لقد خاضت غمار اليأس نفسي

                                            ووجهك بات في يأسى السكونا   

أتبتاع العريش تباع سينا

                                عروبتنا تباع اذن فنينا

أيا كافور ما ماجت جموع

                                        الشعب في ايران الا مرغمينا

ومصر الشعب وا ألمي لمصر

                                    وعزتها غدت دنسا وطينا

وابطال الفداء الام صاروا

                                الى عبث مذل ينتهونا

أزلزال أتى حتى تناهوا

                                    أم النيران يا زمنا خئونا

اذن جادوا الحياة لأجل يوم

                                        تجامل بيجنا ان جاد سينا

فهل هذا السلام اذن فناموا

                                        ستلقون الندامة مكرهينا

أمن أجل الوعود تبيع شعبا

                                        يقاسم أرضه دمه سنينا   

أمن أجل العيون الزرق تبقى

                                        مساجدنا يعاث بها مجونا

وأول قبلة للناس تلقى

                                    بمائدة القمار لغالبينا

لقد حلت علينا اليوم نار

                                    تباعد بيننا عن أولينا

تباعد بيننا عن كل شيء

                                        جميل في الحياة له جنينا

أأرضك تشتري فأشتر جموعا

                                        تباع وعرضها شيئا دفينا

أأرضك تشترى فاشتر رسولا

                                    ودينا تنتقيه له عنينا

وكن في مصر فرعونا جديدا

                                        فموسى منهم والكف سينا

أيا قدسا تناوشها الرزايا

                                        وكانت مصدر الالهام فينا

اذا باعوك ما باعوا فؤادي

                                            تلاصق والثرى نبتا حزينا

وهل ملكوا هم حتى يبيعوا

                                            لضعفهم غدوا يستضعفونا

هم هدموا لنا صرحا منيعا

                                                ونحن في السويس لهم بنينا

 لقد صدقت بهم كلمات عمرو

جنود بالعصى يتفرقونا

 

 بكائية الليل

اذا ما الموت انشب اظفريه

تئول العاليات الى اقتراب

فأن النفس ان قربت لترقى

يموت الخوف من فرط العذاب

فلا تذرى ولا تبقى وكوني

كمثل البرق قد من السحاب

وصيري الريح والتمسي هبوبا

فما أحلى المنية في الصعاب

فيا أسماء هل تركوا حبيبا

اليه الغاديات الى إياب

لقد أبكوك يا أسماء دما

على إبن تعفر في التراب

وقد عضوا يديك فأقرحوها

ومسو ثديك الغالي بناب

ومدوا في الثرى فأسا كبيرا

على قبر الرسالة والجواب

وثوب فوق جسمك مزقوه

أفعل الحر تمزيق الثياب

صرختي حين ذاك بكل عز

ولذتي للنجاة بكل باب

ولكن قد رموك وكتفوك

وقاموا نحو لحمك كالذباب

فهل أبقى أرى أمي سبيا

تهان وإسمها أم الشباب

فما جدوى الرؤوس بها عيون

ولا كانت إذن فوق الرقاب

 

 رسالة

الشمس في الليل لا يبدو لها سبب

والبدر في الشمس بالاضواء يحتجب

لا الليل يدرك ان الشمس تقتله

ولا سنا الشمس للاظلام يقترب

كل له فلك يجري بمفرده

وآية الصبح ان الليل يغترب

لكنه الفجر في الأوقات منفرد

ينبيك ان الليل أودت به النوب

والفجر ليس الصبح اذا انه بزغ

يبدي به الصبح والانوار تنتدب

كوني على حذر من كل منبسط

ان البساط لدى الأقوام ينسحب

وابقى على رقب اياك من ملل

ما ظل من بقى الأيام يرتقب

ابقي على النار ان تلقى بها خشبا

واخشى كثيرا اذا ما استنفذ الخشب

واستصحب الحر ان اقدمت في ارب

إن تلق حرا ولا يثنيك من هربوا

واسأل عن المجد ان المجد محتضر

واذل قوم عن الامجاد قد نكبوا

من ذا غريمك ان اوتيت مقدرة

ومن نصيرك ان كنت الذي طلبوا

شيئان ان تبتئس تبقى أسير لظى

وان تقوم عليك الحرب والحرب

وان تفر فعن ام وابن اخ

اين المفر واين الملجأ العذب

ايامك الغر كل الريح تلطمها

إن الرياح اذا هبت لها العجب

فلقن الريح ان هبت لها سبلا

او فأنطر الريح كي تلقاك والترب

اني انتظرتك ان تأتي ولم ترن

هلا خلقت وما في الوقت مرتقب

اني اموت وانت الوهم في جسدي

والان انت انا فلتسحق النصب

 

 زفرات

أجمد دمعي في العيون لعله

يفرج كربي عندما لا تدمع

وأكتم صبري في الحشاشة عندما

تضيق بي الأنات اذ تتجمع

وأرتاع ان ولت صروف اذ أنها

ستقبل في شكل امر وافزع

فلا الأمل الباقي يفيض تصبرا

ولا الالم الآتي يذوب ويمنع

واذا وفيت لقيت منك ترفعا

واذا زهدت لقيت حبي ارفع

واذا بعدت بقى فؤادي دانيا

واذا دنوت لقيت ما اتفجع

فلا أنا حي في الحياة ولا أنا

من الموت لي قبر به اتجمع

ودنياي عين ضرها طول الأذي

واذن اذا ناديتها ليس تسمع

ودهري كمثل الراخيات سدولها

فلا صبح يأتيه ولا هو يقشع

ولا اليأس يأسا صار بعد تردد

على ولكن ميت يأس يقبع

وصار الردى امال نفسي في غدى

وأي حياة والردى صار انفع

فهل يخلف المقياس ذات قياسه

وهل من نأى يضحى كمن هو راجع

وهل حزن من ماتت له خلجاته

له أجل والنائبات منابع

وتبقى ليالي الشؤم تبطئ دفتي

وليل الهوى بالعاشقين يسارع

 

 ويمضي العمر

سأتركك العشية لست أدري

لماذا الحب كالنيران سعر ؟

ليشعل حولنا دفئا ولكن

مصير النار بعد الدفء قبر

ويمضي العمر أنساك وكنت

مصيرا ليس لي منه المفر

أأهواك أأنت كل مالي

حروفا كم جمعناها أقر

ولكنا نسينا ان نسوي

مدى فهمي لك في العمق فكر

وانت الحب أعمى منك قلبا

وان الشيخ بعد الحب غر

سأتركك العشية لست أدري

هل الترك الذي أنويه كفر

هل الأيمان أيامى تناهت

معا في الحب ليس الوقت عمر

بقايا الحب في الاحشاء جمر

وفي العينين بعد الهجر قهر

أليس العاشقين اذا تناجوا

تخال حقيقة في الجسر مروا

ولكن الزمان كذاك بحر

اليه ينتهي من بعد أمر

تعددت الرياح فلا تبالى

وقف كالطود إن البدء سر

ولا تعشق سوى نفس نفيس

عليه يلتقي خير وشر

وكن كالخير في صنع الخطايا

وكن كالشر في البلوى أمر

سأمضي تاركا قلمي وحبري

فبعدك ليس لي قلم وحبر

 

 القلادة

مهداة إلى روح المحروم الحاج ابراهم بن لطف الله العريض

 ما للأحبة يرحلون سراعا

دون الوداع ولا نطيق وداعا

 يتناقصون كما النجوم بليلة

كثر الغيام بها وزاد تباعا

خيط القلادة والزمان يقده

فتشد لؤلؤة السماء لماعا

فترصهم درأ على جنباتها

للارض يهدى نورها الاتباعا

ما ان تزول من الجدار حصاته

حتى ترى كل الجدار تداعى

ارثيك ابراهيم لا كان الرثا

الا لمن فقد الحياة وضاعا

لكن شمسك لا تزال مضيئة

تعلو السماء وتنشر الاشعاعا

في ستة سارت سفينتك التي

شيدتها في البحر صرت شراعا

قم يا خليل فروحه جذلانة

اذ انت منه فليس منه ضياعا

ترد السماء تحفها اعمالها

شرت الجنان من الاله وباعا

تبكيك غادية السحاب بفيضها

فتعود صحوا والدموع تراعا

فكأنما المزن الهطول رفعتها

حتى ذهبت هوت وكن رفاعا

 ما كنت للسلطان تذهب طالبا

بل كان مالك للضعيف متاعا

عجبي لذكر عن نداك كتمته

حيا اشاعته الهداة شياعا

عجبي لقبر كيف ضمك هل درى

منك البحور تساكن الأضلاعا

ان الأحبة لا توديع بينهم

ولذاك ما ذكر الحبيب وداعا

 

 عودة للخطوة الأولى

بدايتي في الشك مبتدأ الألم

ورحلتي في الأرض منتهى العدم

وكالخواء المر تنتهي معي

كل الظنون العائدات في الندم

شددتها كالبين اذ يحصى الورى

وعدت حيث الخطوة الأولى بلم

وجهت سبابة رفضي صارخا

ودارت الدورات صرت المتهم

رأسي بلا عقلي وعيني في فمي

أصابعي ماتت وقد مات القلم

تعلو خيالات بنا لا تنتهي

تذرو بها ريح الى موطى القدم

 يمضي بنا مد من القئ العتي

كي تبتدي في الارض قرحة الورم

مسيرة الجنون كلنا بها

بعض بها السادة والبعض الخدم

لكننا لا شك كلنا بها

صرعى جنون مطبق فينا أثم

يا سادتي أو يا ضحايا عيشكم

ما زال بي كما بكم وهم جثم

نعدو كريح البحر اذ تعدو به

مصيرنا كالموج بالموج التطم

وكلنا رحنا رجعنا كلنا

غرقى بحور الجهل من منا سلم

هل حقق الأنسان في مر الزمن

ما يقشع البلوى بنفس لم تنم

والعلم ان لم يستفق نحو الهدى

ما الفرق بين العلم أو داجي الظلم

سفينتي ضلت شراعي ضائع

شواطئى هامت ورباني صنم

 

 أشرعة

ابدأ هواك مردد الأنشاد

وأنشر قلاعك فالرياح تنادي

بل بح بما يخفي الفؤاد فعينها

بشرى تهلل في فم الأعياد

ما دمت قد أحببت يخبرك الجوى

الحب باد وهو ليس بباد

ان جاء ذكر للهوى فكأنه

ذكر يخص فؤادكم بفؤاد

والحب أمر ان بدا به صاحب

شد الخليل إليه بالأصفاد

واذا لقت منك الهيام كما بها

صار الحنو الى اللقا بزياد

ومع اللقا تلد القلوب محبة

ووفاؤها صرح لذا الميلاد

طيران في كبد السماء تلاقيا

فتناجيا هبطا معا في الوادي

لولا الضنى ما بحت بأسمك للهوى

لو تعلمين وحرقة الأكباد

لما سقتنا العين منك من الظمأ

ظمأ على ظمأ وليل سهاد

فكأنما شمس الضحى ببياضها

وكأنما ليل الدجى بسواد

والحب يدني بالقلوب لبعضها

حتى وان جاد الحيا ببعاد

وتمنعت حتى ترى صدق الهوى

مني وهل من عدة وعتاد

فأصر قلبي ان يكون ملاذي

والحب في طبعي حياة جهاد

  

 سد المنسمين

داعبت شعري اليدان الاثنتان

في عتاب بين شعري واليدين

قالت الكف البلاد المغرقة

همها تسبح بين الضفتين

فأجاب الشعر في بعض السعه

كيف والغرقى على جهل ببين

فيقول الكف ان الموت لا

يعرف الجهل ويرخي الركبتين

فأجاب الشعر ماذا عنهم

والهوى قد هزهم في سنتين

فأجاب الكف لا يرجى لهم

ان يكونوا ان بقوا في كعبتين

هكذا قالت رياح الملتقى

في مغيب الشمس لا يعرف مين

ويقول الشعر قد ضقت بما

لا يرى من خوف فتوى الصنمين

فأجاب الكف انبش في الثرى

ودع النيزك ان يأتي بحين

ان للأرض مساحات ترى

يا سعاد فدعي ما لا ترين

مقلة العين مداها ان رأت

واسع في حال سد المنسمين

 

رحلة

تبدين كالحلم المضمخ بالعطور

ظلا يلوح لمن صلى ظمأ الدهور

تترعرعين على فؤادي نبتة

ما بين غصنك والسماء بحوري

اجري لنحوك والمسافة بيننا

كالخيط نحو الفجر خيط النور

وفقدت في جريي اليك مفاصلي

أكبو أقوم أدور تاه شعوري

فتدلني نقط الضياء على الطريق

بها الوجوه بها الحياة بها نشوري

تتحركين الي تعطيني الذراع

وتغرسين الى اشجار العبور

وظلت القف كفك البيضاء في

قلبي أمد مشارفي فوق الصخور

وتقاذفتني الريح أقصت مركبي

مضغت عيوني في سراديب الجحور

وعرفت طعم النعل في وجهى عرفت

حبيبتي وقع المطارق في الصدور

وجعلت من طلل العظيمات التي

بقيت تشك اليك في صمت الجسور

تتسلق الليل النسور ومالها

قوت سوى الفجر الذي في النور

لمعت عيون القبر وانتصبت به

كف بها برق سرى للسور

صرت السماء ترعرعي وتفلقي

خطى على التاريخ بعض سطوري

 

 العبادة

جاوزت أذني المتاهات القديمة

وعلت رأسي نواحات بدا منها غدى كالأرجوان

ساعديني ان اريك الهم في رأسي

وأن ارضع منك الذكريات

ساعديني ان أفت الخبز في عينيك

كي تشفي الجراحات القديمة

فالأسى يخنق ارجاء المدينة

قد تعودنا نرى كل السماء

قد تعودنا على الظهر نسير

وعلى الظهر تسير الكبرياء

جمعه مفقوءة العينين وادعت حبيبي

سلبت مني انتضار الأقتراب

وبقى في اكون الاغتراب

ساعديني ان اقاوم

جمعي بيني وبين الساق والركبه

كي لا انحني

ساعديني ان اقف

يا بلادي

كل ما اشتاق أن ادنو أرى

فيك الألم

كل ما اشتاق أن ادنو

تخافين الولادة

خشية الإجهاض او موت

الجنين

لا أظن الان بعد اليوم تخشين اللقاء

ان في عينيك انهارأ

الى كل الزوارق

والعبادة

كالوسادة

فاصل في الوقت عن عينيك

عن كل المواعد الجديدة

أدني مني قربي منك فمي

وليكن من بعد هذا

الأحتراق

 

 موائد الشيطان

غرست الرمح في أمواه اشلائى

وعشت مرارة في بؤس اشيائي

تناديني ولا اصغى الى صوت

علانى الموج كل الرأس في الماء

تركت كتابي المصفر من زمن

صغير الموت انسانيك فأستائى

ولا تبكى فقد ماتت على يدى

وان صحتى تداعت كل اجزائى

وأنت الهم ان فرحا وان حزنا

فظيع ان اكون لموتك الرائى

زرعتي صدرى المشقوق من قلق

ولكني به مزقت اصدائى

ظننتيني بأن ابقى على قسمى

اصارع لجة البركان في الداء

ولكنى نسيت العهد فانطفأت

على خديك شمعات لاضوائى

وبعت معالم التاريخ في بخس

أياديك كتابك كل اعبائى

ونحو موائد الشيطان في خجل

أجر الذيل كى ابقى لالقائي

كثير منك ان تبقين لى املا

انا الاسفنج ممتص لارزائى

اظل عليك ارقاما بلا هدف

مصيرا فوق اوراق واجراء

تهالكت على الصحراء وانفطرت

دموعك مثل شلال على الماء

وقفنا كالصخور الصم نرقبك

وضاع الصوت في ميزان صماء

اضاعتنا الرياح الهوج عنك يدا

مددتيها لانسان بأعياء

عطشتى في مفازتنا على هلك

وفينا الماء في نعم وفي لاء

وهبتينا حياة في جوانحنا

قتلناها بأصحاب واعداء

نجيد القول ان صغنا به خطبا

ولكنا اضعنا وقت الاصغاء

 

 العيد

مررنا في الرياض بيوم عيد

وشاهدنا الرجال مغمضينا

وكل الزهر ينشد في نواح

الا يا عيد ودعنا الحنينا

فهل كان الرجال ذوى نفوس

سقام آثرت الا تلينا

أم الأزهار كانت في ذبول

فأنساها مجيء العيد حينا

لمحنا حين ذاك طلول قوم

عفاها الذكر فانعزلت سنينا

سألناها هل الفتيان ماتوا

أم انطفأت عيونك لا تعينا

سمعنا عنك من جد لجد

يقولون الذي لا تسمعينا

بأنك كنت للأمجاد صرحا

وقومك للفتوح مجندينا

وأنك مهد من رفعوا لواء

بوجه الكفر أن زرعى الجنونا

وانك والملوك لفي شقاق

تخلد ان يكون لهم سجونا

وقالوا عنك اشياء كثارا

فهل حقا لهم نحن البنونا

جلسنا والطلول على حديث

وحرنا اينا كان الحزينا

عزمنا والرحيل اليك بحرا

فلم يا عيد حطمت السفينا

فلم يا عيد والأطفال ترجوا

غناءك لا تعيد الانس فينا

جزيناك الوفاء بكل ذكرى

ونصدم اننا هجرا جزينا

فقال العيد والهفى ليوم

تعذر ان يكون له قرينا

أأقبل والوجوه معفرات

وكل العار قد دنس الجبينا

لقد كان الرجال وكنت عيدا

وقد ذهبوا ففارقت السنينا

المنامة فبراير 77

 

 أهزوجة

ساقني جور زماني في الزمر

أرتع الذل وأقتات الضجر

وإعتلى من فوق رأسي صائح

إلبس الخوف اذا شئت السفر

وتقنعت كأني لا أرى

بقناع من تراتيل الحذر

وأستوى عندي طريق مظلم

بطريق لا أرى فيه الحفر

ما تركت الوجد اذ اني به

طائر بالجو في يوم المطر

هرب السرب الذي أستأمنته

وبقى لي من جناحي ما انكسر

قاصدا نحو خليج مشرق

كلما أعبر ألقاه عبر

 

 ضياع

سكبت الصمت في صدري وساعات

تركتيني أعالج محنة الصمت

زرعت الشك في بيتي وجدراني

وصرت أحاول الافلات من بيتي

ولما صرت بالأذنين في قار

رأيتك فيه إصرارا وما بحتي

تضيعيني وأنت كلك النشوى

لمن يا حلوة العينين قد سرتي

لأيام بها قابلتي أعراسا

مضت كالطيف والأطياف لا تأتي

وان الوقت ذا الأضراس متكئ

عليك اليوم فأجتمعي على الوقت

وشدي نحوك الاطفال في لهف

تركتيهم وجعتي دونهم جعتي

سليني اين أيامي مضاعات

واين الحب يلقاني اذا متي

وكيف مرارة اللحظات ترغمني

اشاهد من يقول اليك هل تبت

وأنت الموج قد يصفو الى أمد

وأنت الموج ذو الغضبات ان يعتي

تثكلت على ابن نزفت دما

وعشت الحزن كل الحزن للبنت

ولكن هل الى الاقدار نرجئها

وأنت مواطن الاقدار ان هجتي

تجريني الى الابحار في لهف

بحبل من هوى الابحار منبت

وخير الدر في الأعماق مكتنز

فغوصي قد تصيبي المجد ان غصتي

المنامة فبراير 77

 

 أنت الحياة القافلة

يا عناقيد المساء

إسلبي هم الظهيرة

وتبدي في عيون الضعفاء

كالتماعات ذهول وارتماء

هو لن يصفو ولن يخرج من محرابه

هو في الداخل قط من حجر

البقعة المطلوبة (الأرض الصغيره)

ذات الضفيرة

سلبتك اعباء الحياة

تمردت فوق الشفاه

تكلست في الخد اثار لقطاع الطريق

وعربدت في الرأس أفكار

لحلم مخملي اللون في بيت صغير

والوجه اعياء قديم

حملوك فوق مسمار جديد

غرزوك في خشب الأضافه

ايها الريفي يا بن الفقر والايمان

تأبى أن تصوم

جلدوك كي تبقي على عهد الجدود

حاولوا الباسك البرقع في شكل جديد

جعلوك في قلب المداخن

تحيا على سل يجيء

الخط

أيام بها ماجت جموع الحشد

قرب الشارع العام وماتت

الخط

طلاب تصيح على المقاعد

الجو ينذر بالسكون

في الداخل

الدهشه تلتصق النساء

في الشارع الضرب المدمي والصراخ

في الخارج التهويل والاسماء والمد الجريح

وفي النفوس محاوله

تبقى بصدرك آفلة

انت الحياة القافلة

نزعوك من جزر صغيرة

وضعوك صخرا نازحا

نقلوك نحو الارتماء

وبقيت تنتظر السماء

بأن تمد اليك أحجار البلد

ودخلت كالمجنون في عمق المتاهة

ترتد في العينين أفكار لأيام

تفارقها المساحة

وتلح في شفتيك أنغام تريد

الماء يعلن عن صياحه

ويموج بحرك يا رفيقي لا يفور

ويضيع كالقش المسافر في قعور المركبات

الرده

الالآم الصدر المسعورة تبقى

في شكل اريج لا يسمع

الحدث يومي المتكرر يرجع او لا يرجع

وتجيء تروح تكون القصة

تحكر في بعض زوايا النسيان

وتعلق في رقبات الذكرى

منديلا احمر في لون الزهر

واطعت الأمر بأن تنصاع

وانتشر الزهر على الأحماض

يحتضن اللون الصارخ في الماء

آت أزرع برسيما في السفح

لأيام الذكرى

ويراجعني حلم أخضر

بعد حروف الألم الوهج

بعيني حين قرأت

(( العامل مشكلة الوقت

الفلاح انتهى ))

وتظل المشكلة الفصل النوعي

المتداخل بين الآس وبين الفعل

فصلوك عن الجسد الفعلي

ورموا وجهك في سلة ألقاب

وطريقك مفقود بين الأطياف

وتضيع الكلمة

 

 الكرى

خليلي دعني خلي الوفاض

فدمعي لهاث يكاد يطير

غريب كلانا بهذي الديار

فمد يديك ودعنا نسير

صددت الكرى في  عيوني فلما

رأيت الكرى في العيون يشير

تركت العيون بجنب الكرى

وعدت بدون العيون بصير

خليلي اني تركت الفؤاد

وصرت بلاه خلي المصير

وصار الفؤاد يشد العروق

يقول انفخي يا عروق النفير

ولكنها خاليات الدماء

يضج بأعماقها الزمهرير

وصار الفؤاد يشد الحشا

وصار الحشا صارخا من يثير

خبا ضوؤه ثم غاب إنطفى

فظل الفؤاد أسير أسير

أما جرعة يا خليلي معي

نسير بها للفؤاد الكسير

أما من دواء يسد الجروح

فؤاد لذاك الفؤاد يعير

بلى انه بلسم لا يموت

أجاب الشهيد بدم عفير

لتبقى الجراحات أنشودة

تغنى لدرب عليه نسير

 

 مدي يدي

يا من اليك مصيبتي أهديتها

أني اليك عزمت سرت ولم أهب

أن يثقبوا عيني أن عيونك

يا من اليك مصيبتي لن تنثقب

ان ينهبوا كفي وكفى أن لي

كفا اليك مددتها لن تنتهب

اني مشيت فأن أماتوا لي الخطى

لن يوقفوا دربا الى عينيك هب

كم يلعبون وهذه أيامنا

هي والزمان وأنت خيرة من لعب

أقسمت نحوك أن أكون وبالغضب

أما نكون النور أو باقي اللهب

من جدول الاحشاء نروي حقلنا

وغدا لنور الخصب نغتال الجدب

قد نلتقي يا أم أو لا نلتقي

أنا والحياة وأنت واليوم المحب

لكن اذا ما ضمني قلب الثرى

في عرسك الآتي أذكري قلبا أحب

 

 هواك

غريب بلدتي والقلب دام

وجوعك يصطلي في كل عام

اعرى فيك يا وطني ببؤسي

وتصلب في العرى جهرا أمامي

وتنظر لاهثا من بين جرح

عميق في الفؤاد بلا التئام

فيا خجلي ويا ذلي وعيني

تراهم والهوان يقول نامي

فيا بلدي اعيش على ثراك

غريبا ضائعا وسط الزحام

وابحث عنك استقصي هواك

وعند الملتقى مسكوا لجامي

ولا القى سوى قفصا وقيدا

وازميلا يكسر في عظامي

وانوي ان اخوض اليك بحرا

ولكن اخوتي ربطوا انتقامي

يقولون الذي قد شئت جهل

وأنت مجرد ما انت رامي

وكم منا كلاميا بليغا

فقلت الجهل في بلد الكلام

أيا حمقى هل الأقوال تجدي

ولص الدار يلعب في الظلام

وناب الذئب تنهش في فؤادي

وأنتم في الحلال وفي الحرام

بلادي قرحة فيك بنوك

وأبشع ميتة خطأ لرامي

أرى فيك سهام الجهل تترى

من الابناء في شبه التعامي

ومن جاد الرماية في عداء

كمن أدماك من خطأ جسام

 

 كأس

واذا أيقنت اني هالك ان لا محالة

أفتح الصدر كؤوسا للردى حتى الثمالة

يا بلادي فيك اقضي ألف مرات عجالة

فاذا ما مت هذا اليوم ما بدلت حاله

كم قضى فيك غريق زلزل الكون نضاله

لست كالأبحار يقضي فيك من تخشى نزاله

ما توفى فيك لكن هو في العمق رساله

تقطع الأعشاب تلك السود من قاع الحثالة

ما فقدناه هو الماضي عيني المسألة

واخضرار الأفق القادم لا بد نناله

 

 الموناليزا

أبكي كما يبكي الوليد من الأسى

وبما بكيت فلن يرجع ما نسى

وصبرت صبر العالمين جميعهم

هل يا ترى صبري يفيد وهل عسى

ووقفت أبكي والصبابه والصبا

تبكي وكانت للمرابع حرسا

جالت خواطر عبرتي بتحرقي

وهي التي كانت لحبك مجلسا

وسميره غلب الحياء بطبعها

شاءت بأن تبقى الفؤاد محبسا

وانهار صرح مودتي في بحرها

ويداي انبتتا المودة مغرسا

قد كنت آمالي ومالي في الهوى

حتى تأيس من هواك وأفلسا

وهجرته هجر السعير من الندى

وقتلته من قبل ان يتنفسا

وقضيت حكمك في الهوى جهالة

والحكم ينشد في الغرام تفرسا

أبصرت دربي في الهيام بعينها

واليوم في دربي أسير تحسسا

وتلقفتني بالصدود عيونها

حتى وقفت مضعضعا متهجسا

وحملت من همى جبالا ان تميد

اميد وترسى أكون المرتسى

وسهرت أذكر حبنا المفقود

في ليل النوى وصبابتي ما تنعسا

وتدفقت خفقات قلبي كالسر

اب وماؤه كان الهوى فتحبسا

وعرفت ان الحب في طبع الحبيب

كلعبة تحلو بأوقات المسا

 

 نبات الأقاح

مشيت وكان سلاحي معي

اطيل النداء ألم تسمعي

رياح الجنوب اصفري اننا

صممنا عن الواعد المزمع

نبات الأقاح سريع النماء

وبذر الأقاح سريع يعي

تفجر أرض الوحول الورود

وورد الوحول بلا أدمع

تفوح الورود أريجا ولكن

ورود الوحول تفوح النعي

سلا امه ولنحو إمه

صلى جسمه بالحمى اللاذع

يموت غريبا بأرض الجدود

ولا تشفعي يا سماء اشفعي

وتأكله جارحات الطيور

ويرمى الى النهش للأسبع

ولكن لحم الرصاص رصاص

يصب ويصهر فيها المعي

وخطوط طوال وأخرى عراض

وتصلب بالأسود الالمع

تضج بشطانها النابضات

تثور وتغلي على المرتع

تصيح الرعاة تصيح العصى

يفجر ناقوسها مسمعي

شظايا النواقيس تعمي الرعاة

فجن الطريق وجن السعي

وجمجمتي فقدت في الطريق

ففتش رفيقي فتش معي

بلى قد لقيت ضروسا ثلاثا

ومحجر عينين في مدفع

 

 الفناء

بكيت وكان لجسم بلى

فقلت لنفسي أين المفر

ترى أين ضاع بأحلامنا

جنون الزمان وأيدي القدر

ونحو الفناء تفيء السنون

لتحكي عليه صنوف العبر

فصبرا على ما تقاسي النفوس

فقالت صبرت بشيء أمر

بظلم الزمان وضيم الخطوب

وشرين كانا وذاتي أشر

تعال معي نحو شمس الغروب

ونحو النجوم بوقت السحر

يذوب بريق همى في الدجى

ليعبر نحو الفناء الممر

فاني الهواء اسير الفضاء

وانت المقنع رب الضجر

ونحو الفناء كلانا نسير

نتمتم آية كل السور

ونرمي صخورا بعين السلام

لنلقي به في بطون الحفر

ونذري عليه تراب الحروب

ونشكو لأهل الظلام القمر

فلو ذاق مر الزمان الزمان

على سطوه لبكى واعتذر

تلين قناة الدروب لماما

ويبقى على الدرب خطو الشجر

فنقضي الحياة انتظار الربيع

الذي لن يجيء فقف وانتظر

عيونك أدمتهما الذاريات

احالتهما كبقايا الحجر

فترجع تندب كل الحياة

وروح الغيوب تنعى البشر

 

 تساؤل

اسألوني عن هواها                     صحبتي من لي سواها

أن في العينين سرا                     غامضا لم يلق فاها

انما نحن تراب                           وخلقنا من ثراها

وهي فوق في سماها                   لا ترانا ونراها

اسألوا قيسا وليلى                      وبني عبس فتاها

هكذا قالت بثين                           لجميل عن هواها

انا ان بانت غريب                        وغريب في لقاها

ذكرها اصبح خمرا                        اسكر العقل فتاها

هجرها اصبح جسرا                      اوصل النفس رداها

ان نفسي في وداد                           وهي منه تتلاهى

ان سقم الروح أولى                         بالشفا عما عداها

واعلمي ما طار طير                      في العرى الا تناهى

والهوى كون نفسي                       زهرة وهي شذاها

يا رياح الحب هبي                         في قلوب تتساهى

واخبري منية نفسي                       انني دوما فداها

 

 إلى دلال

إيه دلال وضيعة التوفيق

لو كان هجرك قبل حين شروق

والناس ان ضاعت تلاقى دربها

ومصيبتي ان ضعت ضاع طريقي

وعشقت في النهر الضفاف لانها

أمل يراود نفس كل غريق

تبقين كالنشوان من كبر فلا

بقى الهوى هو هكذا فأفيقي

شيئان أيامى وكل خواطري

نهران منك جفافها بحريق

فتدللي فلقد قضى ما بيننا

أدم الموات وددت ان تهريقي

وأنا هنا فوق الطلول مرابع

ولقد تكون الدراسات رفيقي

والله لاشد الرحال لمربع

يا انس رحلي اذ بدونك ضيق

كل الامور النازلات على الفتى

درست وحبك يا دلال صديقي

فمتى يفيء ضلاله غصن النقا

واراه فرع الجدب غصن وريق

والبحر ضاق البحر من قلبي الذي

وسع البحور وصار شبه غريق

وشمخت بالأنف الذي هو معقف

والعقف ميل السيف صبغ عريق

فاذا يكن قلبي لقلبك معقف

فهي انعقافة شائق بمشوق

والله لن ألقى سواك دلاله

والوعتى من لحظة التفريق

فدعي الضنى حيث الضنى لا تسرفي

في الهم تحترقي بغير حريق

بعدي الأحبة لا يكون مكانهم

الا على جمل بغير طريق

 

 خرافة

سواد بعينيك أدمى فمي

وطهر بكفيك أدمى القمر

وسوط تعالى على الابتداء

وقوض ظهر رجال الممر

تبديت في الطرق كالمستباح

ولم تنثري ياقتيك النضر

فما أنت غير النجوم الكبار

وما في يديك سوى المشتهر

جنون بعمق الفضاء الرحيب

وضوء بعينيك يعمي الصور

وصرت الطريق وصرت المساء

وصار الرجال قلوب السهر

فما فيك غير النبات الملح

وما في غير التراب المذر

فلا ترجئيني وقومي علي

لقد حان موعدنا في السحر

فلملم جناحك وأنشد حناني

وسدد يديك لمن قد كبر

تودين خفت مسائي الشجي

ولم تسمعيني غناء النور

أنا الفجر إبن الصبح النقي

وقد لا أشاء بأن انتصر

فما أقسى قلب المدان الرهيف

وما أمضى سيف تحدى القدر

ففتت دموع الأسى وانتظني

فأن المساء الجميل امر

 

 سنابك الخيل

عاصفات الكون في شفتيك مأوى

وسلسلات الفجر اشياء صغار

يا رفيق الدرب اخبرني الى اين المصير

ودع الاقلام دعها ليس فيها الانصهار

مللت مساءنا ما عدت اقوى

وصار بخاطري كل انكساري

أمن خجلي امنك أمن زماني

أمن حرف يضيع من المعاني

أشد حزامي المرخي وأصغى

الى لا شيء تجلبه الرياح

أعض مراشفي أبدي استيائي

الى لا شيء تجلبه الرياح

أموت مرارة ومعي أنتظاري

الى لا شيء تجلبه الرياح

وأبقى كالمطارد في مكاني

بزاوية يعانقها الصراخ

أضاحك موجة حملت غرامي

وارحل عنك عن كل الوجوه

مدينتنا يفارقها الزمان

ويسحقها تيه الصحارى

وقبعة تدور على المقاهي

تبيع الخبز بالأمل الكذوب

وثوبي اليوم مزرق الثقوب

أحادثها اجل صمتا بصمت

وتنظر في الهواء صدى لصوتي

وتدمع عينها أرقا وهيجا

ويذبحني المكان كمثل وقتى

اشاهد ها هنا حملا وانسانا واشياء ولمى

يا رياح الغرب كل الدرب مفتوح بألاف الطرق

أضاعتنا جهود الاشقياء

ولوثنا وساد الانبياء

ومن منا يموت من الحياء

أفيقي يا نفوس أجل افيقي

ولو خطفا وعودي الى المنام

الساعة ان تنطق فأرا

الساعة ان ترسم ظلا

الساعة أيام وجودي

لا تغنى لا تقاوم بل تناسى كل شيء

واخترق عينيك نحو الانسلاخ

وتلاشى في كيان هو في ابعد حد كالمضاء

وتذكر ان كل الوقت معقود

بانها التفاهة

ليس أن تشرك في تحويل رأسك

كن فريدا وانطلق

ثم من جلدك فر

وتبدل وتحول ليس للأحسن دوما

انما تقديرهم محض افتراء

ليس في العالم احسن ليس أسوأ

بل هناك تخضع الرؤيا لمقياس التغير

أن تغير أن تعيش

أن تواكب لن تظل الترس في أحشاء صدرك

مالنا والساسة اليوم يعيثون بألاف الدمى

لعبة الأرهاق ليست كل جد

سحقهم بل قتلهم في الصبح ليس الانبثاق

رب سلطان غشوم

هو في خط على الاظلام ثورة

رب إجراء حقود رب تسريح لعامل

هو أخشاب لكل الذكريات

أن تكون اولا تكون ليس هذي المشكله

بل أن تكون مشاهدا

في لحظة قسم الزمان بحرها ام المشاكل

لا تقاوم ليس قبل الانسلاخ

وتبدى بعد ان يظهر في عينيك

أثار البريق

يا رفيقي

ليس حق ما يقولون بأن الدرب مشروك بآلاف

الدروب

كاهن المعبد في قلب المساء

لم يزل يصرخ في جوف الظلام

احد.احد
لكن ان ترمى الولد

في بؤرة الحمى بغير الانتضار

لكن أن تقفز آلاف السنين

من غير أن تفقد آلاف المساكن

من غير ان تروى جذور الارض

في وقت إنشطار

لكن أن تشعر في وقت بأن الثورة

الانسان في الأفق البعيد

قد لا تكون الآن غير الضحك من زمن شريد

يبقى يؤلف اغنية

من غير ان يزعج بطن الارض أجساد الغباء

من غير موت ميت دون حياة

فارق الميعاد

فلنمت في لحظة نحيي بها موتا فريدا

ولنعانق اسطر البذرة وقت الانشطار

انه أصل الحصار

 

 الناقة العمياء

تمنعتي بألحاد                        وقلتي انه الكفر

وشئتي ان تلاقيني                   وكان لقاؤنا الهجر

ورمحي كان مغروسا               على اخشابه الفجر

اردتيه يناديني                          وكل عيونه القهر

وعيني كانت الألحان                 مناسبا بها النهر

فقأت جوهر العينين                  قلتي إنه الأمر

تخاطبنا حديث الود                   نادانا لها العقر

وكان الكأس شاهدنا                 إذا ما دارت الخمر

حديثا قد كتبناه                         على أوراقه (النسر)

جميل ان تعيديه                        وكان مكانه القبر

كسرت الكأس مرات                  وصار مزاجك العهر

تناديني بأن أصفو                     وكل مياهك عكر

ومنك الوعظ يصفعنا                 وعنك قد قضى الصبر

طمستي يومي المشهود               أحداث به غر

ولم تخشي جيوش دمي              نسيتي انها كثر

وتاريخ له الأظلام                     صار اليوم يجتر

جعلتي فوقه الرايات                   قلتي إنه الفكر

صفيق وجهك المجدور                ليت اليوم يزور

الست بنت من هاجوا                  وفروا بعد ما كروا

لأجل الناقة العمياء                     ما ملتي وما قروا

وكانت حربك السوداء                ايام لها النكر

تمنيني بأوهام                           أما من أمسك الاثر

لحقا أنت مشكلة                         ينقلها لنا الدهر

وقد مدت على يد                        سيلقى عرقها البتر