ê

مرثيه في الاستاذ سالم العريض

توفى في 3/9/1982م

ç

ç

 

المنازل

مكانك القلب لا تقسو يضر به

عند النزول تراعى حرمة السكن

ووجهك الفجر إن الفجر مبتسم

فاحذر عليه من التقطيب والحزن

والنور عيناك من تحرمه رؤيتها

ظلت غشاوته في النفس والبدن

يا صاحب الافراح حلت اذ حللت وإن

ينزاح طرفك جاءت آفة المحن

يا فتنة شغلت أيامنا وغدت

محبوبة الطيف للمفتون والفتن

فآطو الجمال ولا تنشره يقتلنا

أو تطوه حز سهم الصد في الزمن

قد فتت الصبر ياخلى تمنعكم

ضر الثمار بأن تبقى على الفنن

فاضمم الى الصدر من أحببت في لهف

من قسوة البرق تروى الارض بالمزن

فيك اجتماع لماء سلسل بلمى

قد ضم ناراً تلظى فيك بالوجن

والليل منجدل على فوديك لمته

والصبح منتظم على نهديك باللجن

والموت في كفك الهجران تقذفه

يا واهب الانفاس للموتى من الشجن

لا تقطع الوصل يقضى منه ذو ألم

قد عد نجم الليل كي يلقاك في الوسن

 

الرحيل

أترحل يا جمال وكنت جرحاً

يلامسُ جَبهتَى عند الرحيلا

فيقعدنى على الآلام كي لا

الآزم في الخطى املاً جهولا

فأرسل مهجتي تعبت وكلت

لكي تلقاك وارتدت كليلا

أمن خفق القلوب صممت إذناً

ومن سيل الجروح تكيل كيلا

لحقا يا جمال حباك ربي

بأوصاف له كي لا تحولا

فأن حولت غاب الخير عنا

وان بدلت جاء الشر سيلا

وخلفت المجرة في سماها

بدوراً لا ترى صبحاً وليلاً

فموتى يا سموم فأنف رحلي

رفيع قد تريه مع السهيلا

وان عشت رقتك النعل رقياً

وسارت خيلنا قدماً وميلاً

أترحل يا جمال وانت تدرى

مكانك في الفؤاد ولا يزولا

اذن لاكنت في يوم جمالاً

وكان الدهر ارحم منك طيلا

فيا أهلاً بقبح الكون يأتى

فضدك ان بدوت لنا خليلاً

وان قطعت حبالك ان حبلا

مددناه فصله ولا تصولا

فان عجزت يداك اليوم وصلاً

فلا تأمل بأن يبقى طويلا

عشية ودعت في الحي سلمى

وكانت شمسه الفوا الضليلا

فعد عوداً له حمد كريم

وإن تجفوا تعيل به جليلا

 

اللقاء المسافر

مرت فأشعلت الفؤاد وليتها

نظرت فأطفت في الفؤاد لهيبا

وجم اللسان ففر عنه كلامه

والعين زاغت والبنان أصيبا

عشرون شهراً واللقاء مسافر

ما بيننا والوجد بات صعيبا

والامنيات مراكب مكسورة

والاتيات دموعهن سكوبا

قالت بآخر مرةٍ مستاءةٍ

من أن احب ولا اراك حبيبا

كلماتنا براقة وعيوننا

تلقى الوعود وتنجز المطلوبا

فإلى متى يبقى الفؤاد معانقاً

طيف الخيال وعمرنا مسلوبا

لم تنجز الايام من آمالنا

الا اراك وبعد ذاك تذيبا

ثوب الغرام نخيطه في لحظة

ويعود مزقاً بعد ذاك قريباً

نحن العراة من الغرام نشده

ونرده وهو القصى دروبا

يالحظة التفريق كوني بيننا

انت الحقيقة واللقاء كذوبا

لنعود نعشق كذبنا يا ويلنا

من يعشق الاوهام ظل كئيبا

 

خطوات مصابة

مضى كل شيء كما تنقضى

خيوط الضياء بوقت المساء

مضى كل ما ينتمى للصباح

بدون وداع مضى للعراء

وإن كان أدمى العيون رؤاه

يجرر خطو المصاب بداء

وقد قوض الدهر منه المنى

وأنشب في القلب سيف العناء

يسير كمثل الكفيف ثقيلاً

كأن الازقة حب الحذاء

وقد سدت الريح درب الوصول

وطالت مسافات درب الشقاء

الى أين تمضى تشرى البقاء

بوقت تمنى لقاء الفناء

صديقك خمر عتيق تردى

اليك بأحلى صنوف الرداء

وحبك لهو تثور الخلايا

من السخف فيه مع الاصدقاء

تضيع سنونك مثل الرماد

اذا اشتد فيه صراخ الهواء

وتذوى وتذوى زهور الأمانى

وتبقى وحيداً طريد الرجاء

 

سخرية

مرت الاقدار كفا

بيننا ثم افترقنا

ومضى الوقت كأنا

لم نكن في الحب عشنا

وتبدى كل شيء

ساخراً يضحك منا

ثم القاك فتلقى

وجهك المتعب حزنا

فوق كفيك كئيباً

تسترق السمع وهنا

وتنادى كل شيء

وتغنى فيه لحنا

وتضاحك من تراه

آكلاً في الخبث صحنا

غير ان القلب دامٍ

ليس منه انت تعنى

كل مارمت خيال

ليس يعنيك بمعنى

وهروب مستحيل

عن شعور ليس يفنى

أننا كنا حبيبين

وما جدناه فنا

هل ترى تبحث عنى

أم ترى غيرت غصنا

هل ترى خفت مرا

رات جنون مستكنا

ام ترى صرت بلا

قلب تناديه فجنا

قد تشاء اليوم عوداً

نحو ماضٍ قد تركنا

غير إني اليوم قمت

لست من يعشق سجناً

أنت فتتَّ فؤادى

كلما همت تثنى

كيف ترجو اليوم عوداً

والهوى مر وكنا

 

عش فرحاً

موتوا بغيظكم فاليوم قد زارا

قمر مع الاصباح يعطيك أنواراً

أحنى على عنقى فظننته خبراً

لكنها قبلاً تعطيك أخبارا

أمسكته فبدا بالخوف مرتجفاً

فعرفتها نارى قد أنست نارا

فسألته طالت أيام موعدنا

فأجابني أنى قد خفت أخطارا

من شاء وصلكم براً يتيه ومن

قد جاءكم بحراً موجاً وتيارا

لكنني همت في حبكم زمنا

ولذاك صممت أن اطرق الدارا

ونهانى الناهون عنكم فزادونى

في حبى المجنون كبرا وإصرارا

والآن يجمعنا سقف ولا حرج

إن كان ذا عارٍ ما أحسن العارا

أيامنا تمضى والحب يقتلنا

وعناكب النسيان سدلته أستارا

إن لم نعش فرحاً احرى نمت كمداً

فأضمم اليك الصدر ولنبني أسرارا

ما أضيق الاعمار لولا سناقبس

يعطى جياع القلب ماء واثمارا

فاقطف من اللذات ما طال كفاك

لو لم يدق العود ما صاح أوتارا

 

اللثام

لام الخلى من الهوى الاحلاما

إذ لم تدل على الحبيب مناما

ويظن غرا والحياة مليئة

بالمترفين الحاملين زماما

إن الحبيب اذا احب تملكت

كلتا يديه من الحياة سناما

سحب من الاوهام تخلب ناظراً

من شد فيها الخيل ضاع وهاما

الناصحون القلب ضاع كلامهم

لا رأى يجدى من اضاع كلاما

قسماً بيوم كريهة لا ينجلى

عنها الغبار وإن اماط لثاما

وبيوم اسعده الجميل اذا انبرى

حسنا وتاه على الجمال لماما

إني إخال البحر يعشق ارضنا

فيموج إن منها الهلال تنامى

والشمس تغضب من هلال غادر

يغرى الحبيبة بالضياء ظلاما

فترده عن غيه بضيائها

وتحيل صولته الصباح حطاما

 

وردة

مروراً بها صحبى ننادى النواصيا

فسرعان ما تنهال فوق الذي بيا

ولم تمض ساعات المرور كئيبة

ولكن ذكراها تشد البواكيا

فماذا دها الايام تفعل فعلها

وقد أذنتنا بالمكوث لياليا

سلت عن وجوه ناظرات سمائها

وفارقت الاحياء منها البواديا

دعوني اعيث الوجد في كل برهةٍ

فليس الورود اليوم مثلك غاديا

لقد حيت الاخشاب اذ جف اهلها

حديث رماد النار قد كان لاظيا

فسله عن الابحار من غير مركب

بيوم شديد الريح والليل داجيا

وحدث سفوح السهل عن موت وردة

تنامت بجرحى في حنان دمائيا

لقد كان موتاً أرخص الله شأنه

ولم تحمل الابكار عبء التواليا

مررنا كمثل الطيف ودع قبلة

وصادف اخرى ثوبها بات باليا

لقد خلفوك اليوم مثل جرادة

تفارق أرضاً وارفاتٍ دواليا

 

النبع

قفى قبل التفرق وانشدينى

الا بات المحب بغير دين

وقولى للنياق تمر مهلاً

فأخشى أن أموت ولا ترينى

منعتك عن ورود النبع عصراً

مخيفة ان يروك ويمنعونى

وها انت فجعت كل مائى

وماء النبع بعدك بعض طين

تقوى للفراق فدتك نفسى

فما خلق اللقا الا لحين

وان ضمتك بعد البين ارض

بها نبع تلألأ كاللجين

يضم العاشقين اذا توارت

عن الابصار شمس المشرقين

خذى هذا الفسيل وضمنيه

حنايا الارض في كلتا اليدين

ورشي فوقه الصافى نميرا

وقيه الريح إن طلبت بدين

وزوريه العشية واسنديه

عن الانواء في سمع وعين

أسرى إن رغبت في سلامى

اليه واصمدى إن جاء بينى

 

جمر الخد

دب الحياء على الخدود فأينع الورد

وتناثرت جمراته خد فيلقفها خد

عانقته قبلته ما من لقابد

كى أطفئ النار التى في جسمه تعد

فتلهبت وتعددت وتزايد العد

فوجدت نارى تتقد من ناره الجد

ووجدت قلبي ذائباً والنار تمتد

حتى تلاقينا اللقاء تناثر العقد

يعيك تنفذ أبرة ما بيننا حد

والنار تأكل بعضها والروح تنشد

سالت عواطفنا بموج هدم السد

وترعرع النبت الفريد وكان يرتد

وتضاعفت الامنا والفرح يشتد

فسألتها هل نلت قالت لم ينل وجد

انت الحياة اذا اقتربت وما لها حد

يأهل عارض قد ولى الحيا فأبد

أنتم مياه للفؤاد ولا لكم صد

 

سناء

يا فرس النار التى اشتهت ضياء

فما اكتفت بالشمس قدمت سناء

فانفجرت بالنور تشعل السماء

وارتجت البقاع تعلن ابتداء

***

يا مركباً يشد الريح في مواكب الدماء

يا قبلة الاعصار في مواسم الشقاء

يا بسمة في زمن يكدس الأعياء

يا من قهرت الموت بالاصرار يا سناء

***

أهدى اليك الشوق وسط الضعف

بندقية                                       

                        صرت الرصاص ثائراً وعانق الهدية

أمنت فاستشهدت فاشتعلت في قدسية

واينعت دماؤك التفاح والازهار في

 القضية                                        

***

وأشرقت شمس الصباح نورها

سهاما                                     

منها سناء بارق قد فتت انهزاما

أحال ذكريات القوم ذلا وحطاما

في زمن الأحزان في الاوحال حقق

ابتساما                                 

***

في ذات يوم جلست معقودة الضفيرة

وشاهدت قريتها حزينة كسيرة

يسيطر الحذاء والرفاق فتقوا العقيرة

فصممت وانطلقت مياهها الغزيرة

صغيرتى سناء يا أفراحنا الجديدة

يا نبتة في الارض أينعت فريدة

مازلت للأبطال أول القصيدة

ستورق الاشجار بلدة سعيدة

***

أغنى من الامطار كان الدم نثرا

يا معصماً في القيد صار اليوم كسرا

قد مدت الابطال بالارواح جسرا

من دمك الغالى يعود القدس نصرا

  

خلجات

ماذا على نفسي تزول اذا انبرت

من اجل ان تبقى النفوس عظاما

ومنية تأتي اليك مشوقة

في كفها عزا علا الاياما

خير من الدنيا اذا ما أدبرت

عن وجه رعديد تقلد هاما

يا صاحب الافراح انك منجز

وقتاً تبدد ثم آل ظلاما

هل تستفيق النفس من غاياتها

إن لم ترد الى قليل داما

والعمر أيام يعددها الفتى

تمضى ويمدح بعدها ويلاما

لن تشتري بالمال قلباً صادقاً

بل بالمحبة أنت سدت أناما

لا تقبل العيش الذليل وان رقت

فيه الحياة وكنت فيه اماما

واقبل من الرزق القليل بعزة

تحيي لك الاقدار فيه مقاما

راقب كرام الناس واحذو حذوهم

ما ضل من صحب الحياة كراما

وانشر شراع الجد في أمر قسا

ان البلية ترهب الإقداما

  

انثر نجومك من يديكا

ألا يا ليل ودعنى حبيبى

ألا فانثر نجومك من يديكا

فإنك صاحبى في الهم دهراً

فكيف البدر يتركنى اليكا

وكيف الشمس تشرق في سماكا

وشمسى في غدى وسعته تركا

الا فاحلل يمينك من يمينى

لأنك صاحب قد خنت سلكا

أذاب الهم وجدى كل يومٍ

وفيك أهلة تختال ضحكا

ونجمك لامع يزهو جمالا

فلم فيك السواد يحاك حيكا

فهل لؤماً تشاطرنى همومى

وهل جهلا أثار بما لديكا

لتعرف قصتى وتنوح منها

كما ناح الحمام وعاف أيكا

وتسرد أمرها بدراً شموتاً

كأنك لم تنح منها بمبكى

فيضحك ساخراً منى ولكن

اذا خسف الضياء يكون منكا

 

نهاية

وددنا أن تكون رفيق عمر

فغاب الود وانقطع الرجاء

فاما أن تعود اليوم عوداً

واما لا يكون لنا لقاء

ملكت الهجر تهجر كيف يحلو

ولكن كل ذاك له انتهاء

أترضى أن يكون اليك حب

يقاسم جسمه عنك الجراء

وأنت الاصل تذوى كل يومٍ

كمثل الزهر قد أيس السقاء

فإن عدت التقى فينا لقاء

من الحب الذي لبس الحياء

وأغفر ماضياً ولى وأضحى

كمثل الليل مزقه الجلاء

وإن تبقى مصراً أن ترانى

يضاجعنى الفراق مع المساء

فأرجو أن أفارق فيك وجهاً

الى أبد الزمان له استياء

 

لها

وهل يهفو الفؤاد سوى اليها

نفيسة عصرها تختال تيها

تراها العين تعشى من سناها

فلست مخاطباً إلا يديها

اذا وقفت رأيت غصين بانٍ

أحيط حشائشاً من جارتيها

وإن جلست فأزهار الروابى

اذا ما الطل منتشر عليها

وان نظرت فلست على أمان

تصيب بنبلها من مقلتيها

وان بسمت فجنات وحور

وإن عبست حرقت بناظريها

وان رضيت أتتك الارض طوعاً

وان غضبت تنؤ بجانبيها

أبنت الخال مثلك ليس يقسو

على من تاه ثم إنفك تيها

بفيضٍ يا نفيسة من سناك

أضاء النفس سال بوادييها

 

الانتصار

أخرجي يا ذكريات الانكسار

من دمائى اننى ابن النهار

حيث ما سرت يكون المجد سار

لست من شاد بيوتاً في الدمار

ان يكن مات أخى في نكبة

أو فقدت الأخت يوم الانفجار

أو سرت في عرق أمى رعشة

من جروح ضرها طول الحصار

إن فقدت البيت ان قريتنا

صابها من ضربة القوم انهيار

لست أحنى دام عرقى نابضاً

رأس من يخلق يوم الانتصار

 

افر اليك

سنا برقٍ من العينين ثاراً

وحركت الشجون له اشتهارا

اذا ما الليل جن على فؤادى

ذكرتك فاستحال به نهارا

وإن حزن الم فلست ادرى

لماذا ينثني منك الفرارا

فأنت النور يسطع في سمائي

وكانت قبلك الاظلام دارا

ومن يا نفس يحظى منك وداً

يبات السعد في عينيه جارا

وصالك قبلة ورضاك قصد

ومن عرف الطريق جنى الثمارا

اذا ابتسمت تعثر لي اختيارى

فهل من بسمه قتلت خيارا

وإن سألت يحار العقل رداً

وان سئلت تجيب به احتيارا

فمهلاً يا نفيس على مهلاً

بدرب الحب ما زلنا صغارا

وان كانت امانينا عظاماً

فما زال الطريق به غبارا

 

آخر الأوراق

مرثيه في الاستاذ سالم العريض توفى في 2/9/1982م

 يا ناعي الموت انصرف خجلا

ليست دموعك توقف الاجلا

والموت حق والولاده كنهه

والنفس إن تحيا تعود الى البلا

والناس اوراق يخططها الردى

فاذا انتهى منها طواها وارسلا

ولقد خططت أبا جواد صفحة

ذهبية للعلم في بلدٍ تلى

ينعيك سطر فى الكتاب كتبته

وتراجم وتراحم منك انجلى

يا موت اذ تختار سالم هل درت

كفاك صرح العلم من فضل خلا

لو لم يصفك الله حقاً لانبرى

شعرى يذمك لاختيارك في الملا

لكنها كلمات ربك أحكمت

فتمثلت للمؤمنين تمثلا

وعزيتي في فقد سالم انه

نال الترحم من عدو قد قلى

فيه الوداد مع العطاء سجية

كره التجبر والوسل واعتلى

لم يثنه في الامر حالت دونه

سبع شداد واستعد الى البلا

كلا ولا يغريه مجد ان يرى

ظلماً يرفرف بل ازال وحولا

هلا سألت العدل من ارسى لها

نظماً من الترتيب فيها عدلا

بل والاذاعة رنمت في صوته

ايام مهدٍ في الاذاعة قد سلا

ومعاهد التعليم تعرف شأنه

من رأيه التعليم قد وصل العلا

ارسلت سالم خير من فخرت به

ام فنم قرت عيونك مرسلا

لولا يقال ابوه قلت فلا ايا

في مثل سالم قد اشاد ونولا

 

جناح الأمل

لك الذكرى جناح طار في أمل

ولى الأشواق زهر ظل منتظراً

أمانينا كحبات الندى هطلت

على أزهار أيام بها انتشرا

وكان لقاؤنا الأمطار في زمن

قضى عطشاً بوادٍ يرفض المطرا

وصار الوقت حيرانا بأن يمضى

وكيف يمر والاتي اقل ذرا

خذ الأيام لا تبق لها اجلا

وهب لى لحظة احيا بها عمرا

اذا شدت صروف الدهر إصبعها

تراخى الوقت زاغت عينه بصرا

ولا فرح بلا الم يتوجه

فان الفرح آلام جلت بشرا

وان مرارة الاشياء بهجتها

يزيد الشوق بالمعشوق إن هجرا

بعثت اليك اوراقى مضمخة

بماء الوجد خيط النجم مس ثرى

 

عمر للبيع

امة ضاعت وتبقى ضائعة

حكمت فيها نفوس جائعة

ما غدا ما اليوم والفكر انقضى

هل تبيع العمر انى بائعه

زال حق بين شعب لا يعى

وولي حكمت فيه الدعه

وبلاد يحكم المال بها

هي للخسران ولت سارعه

ما هي الأفكار إن كدستها

بيدٍ قد أوجدتها مانعه

غير كومات رمادٍ ناشر

كفه السوداء تلقى صانعه

زمروا ناموا وهزوا سبحهم

حيلة في الرد ظنت بارعه

واناس قام وهم بينهم

ان من قال سيلقى سامعه

واختفى القائل من اوساطهم

واختفى من كان في القول معه

وتبدى ان من قام قضى

وخلا الشرع لذا من شارعه

امة ضلت تنادى هبلاً

وهي بالاحجار ظلت والعه

 

معارضة لقصيدة عنتره

هل هجر الأحرار من اوطانهم

حتى غدت بيروت بعض توهم

اديار ارزة بالدماء تكلمى

وضعى (شتيلة) فوق ظهر الأنجم

ولقد شربت من المذله بعدما

دخل اليهود ديارنا كالأسهم

داسوا على الأطفال فوق ابائنا

وجروح صبرة لم تزل لم تلئم

ولقد حفظت وصاة ياسر بالضحى

لم تكتمل اذ قد أصيب من الفم

واذا قتلت فان جرحى نابض

واذا صحوت فاننى سهم رمى

ولقد ذكرتك يا سناء وطفلة

لبنان كان حليبها قطع الدم

فوددت لو جمع الرجال جهودهم

وتوجهوا صفا لبيت المجرم

لم يقتلوا اخوانهم بسلاحهم

ان الضغينة قرحة فى المعصم

ولقد شفى نفسى وأبرأ سقمها

دم الشهيد مغنياً فترنمى

تدعين يا بيروت جيران الغضى

هل يرشد الحيران من لم يفهم

تدعين يا بيروت جيران الغضى

لا تعلمين بأن اغلبهم عمى

قومى فانت شرارة إن فجرت

فقأت عيون الغاصب المتهجم

منك البطولة انجبت اولادها

ولك الحياة تساق لا تتندمى